خالد الجنفاوي: استثمر وقتك في بناء كويت المستقبل

“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
حري بالإنسان الواعي والفرد المدرك فعلاً لدوره كمواطن كويتي صالح أن يركز أغلب جهوده لبناء كويت المستقبل. وهذه المسؤولية الوطنية و التاريخية ستتمثل في الانشغال فقط بما فيه مصلحة الوطن والمواطن. فأعتقد على سبيل المثال, أنه حري بالإنسان الحر (المواطن الحق) تسخير كل طاقاته في نشاطات بناءة وإبداعية لعيش حياة إنسانية ناجحة في مجتمعه الكويتي, وما عدا ذلك كإهدار الوقت الثمين في الخوض مع الخائضين أو تبذير الجهود الجسدية والذهنية في مماحكات شخصانية ضيقة الأفق, فهو سلوك وتصرف يضر الفرد ولا ينفعه.
والإنشغال ببناء “كويت المستقبل” مسؤولية فردية خاصة وفي تحقيقها مصلحة مجتمعية عامة. فعندما يركز الفرد جهده ويقضي معظم وقته في الاشتراك البناء في النشاطات الاجتماعية الإيجابية فهو يكرس بيئة إنسانية وطنية ناجحة تمكنه من تحقيق النجاح على المستوى الشخصي بل وتتيح المجال للمواطنين الآخرين لعيش حياة متكاملة. فمن يستثمر وقته الثمين في تطوير نفسه وإثراء بيئته المحلية عبر محاولاته المستمرة عيش حياة يومية منظمة وهادفة, يبني حاضر ومستقبل وطنه. فمسؤولية بناء كويت المستقبل تنبع من ذلك الإصرار الشخصي والمتميز في ممارسة حياة يومية إيجابية يملؤها التفاؤل.
ومن هذا المنطلق, فأهم مسؤوليات “المواطنة الحقة” في الكويت هي الصدق في العمل والإحسان فيه. بل وربط الأهداف الشخصية المشروعة بما يمكن أن يحققه المواطن لوطنه. فإذا كانت الكويت لا تفرق بين أبنائها, فتميزهم الشخصي سيتمثل دائماً في قدر مساهمتهم في تطوير مجتمعهم وبلدهم.
فالإنسان الذكي في عالم اليوم هو من سينجح في موازنة أهدافه الشخصية المشروعة مع المصالح العليا لوطنه ولمجتمعه. فلست على إستعداد شخصياً أن أضيع ولو دقيقة واحدة من وقتي الثمين في الخوض مع بعض الخائضين أو الاشتراك في الجدل العقيم. بل أنوي استثمار كل وقتي وجهدي لعيش حياة يومية متزنة ومثمرة تمنحني فرصاً متجددة لتطوير نفسي كإنسان وكمواطن كويتي صالح يحرص على مصلحة وطنه . فلعل وعسى أن تبدأ تنشغل بعض القلوب والأذهان بما فيه مصلحة الوطن والمجتمع, فقط لا غير.

* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.