عذراً يا صاحب السمو هؤلاء ليسوا منا, فالراقصون في حفلات الزار والجنون لا يمثلون ثقافة الكويت, والوجوه الصفراء التي خرجت من ساحات الزار لتطعن وتشكك لا تمثل شعبك الذي أحبك ويحبك, لأنك منه وهو منك.
عذراً منك وإليك يا سمو الأمير, فأنت أبو الدستور, وحاميه وراعيه ولم تخرج عنه قيد أنملة, وما يقوله الموتورون تحت التلطي بعباءة “حرية التعبير” التي كفلها الدستور ليس الا “بذاءات” في بحور قلة الادب التي باتوا يسبحون فيها عكس تيار الاخلاق والقيم, فتباً لتلك الثقافات الدخيلة والغريبة على مجتمعنا الأصيل, وسحقاً لوضاعة أطروحاتهم الساقطة التي استباحت كرامة الوطن لتحقيق أجندة شخصية.
عذراً يا صاحب السمو, فاللاهثون وراء الكراسي فقدوا البوصلة وأعماهم الحقد, وغرتهم حناجرهم وتناسوا في غمرة حفلات الجنون, ان حبل الكذب قصير والهامات العليا لم ولن تطالها شتائم السفهاء.
لقد عرفناهم وكشفناهم وما تلك الهلوسات الا سكرات موت واحتضارات مفلسين ركبوا موجات اعلى من عقولهم, فضلوا الطريق الصحيح وظنوا أنهم القائد والمقود, وان البلاد لهم وحدهم. إنهم يستحقون الشفقة وهم يوزعون اوسمة الوطنية على “الشتامين” وينزعونها عن الشرفاء, ولن نقول إنهم سيخسأون لأنهم فعلاً خسئوا وخابوا.
سعوا لافتعال معارك وهمية مع رجال الامن الذين احاطوهم وتعاملوا معهم بكثير من الرقي و”ضبط النفس”, ففشلت دسائسهم وفوت الوعي الأمني عليهم فرصة لعب دور البطولة في مسرحية هزيلة أبطالها من ورق.
كم هي سخيفة حججهم وهم يبررون اسباب حملتهم “المسعورة” على الحكومة والدولة, أليسوا هم من كانوا اصحاب القرار التشريعي في لحظة ما؟ أليس “الفساد” الذي يتغنون بمحاربته اليوم هو صنع “عتاتهم”؟ أليسوا هم القافزين على القوانين والتي ساهم بعضهم في صياغتها وإقرارها؟
إن من مفارقات الزمن أن ينصب “الفاسد” نفسه وكيلاً حصرياً لمكافحة الفساد, فيما رائحة فضائحهم وصفقاتهم المشبوهة مازالت تزكم الأنوف وتنضح منها أروقة المحاكم وسجلات محاضر التحقيقات, فعصي عليهم ان يزوّروا التاريخ في لحظة, وكيف يمكن لقلة “نشاز” أن توهم شعبا بأكمله ان من عرقل مسيرة التنمية والنهوض هو اليوم “حامي الحمى”؟!
في عودة قريبة الى التاريخ نكتشف أن ما قيل عن “سرقات” و”صفقات تحت الطاولة” و”سمسرات مليونية” كانت من نصيب “مدعي العفة” واصحاب الخطب الرنانة الذين يتباكون اليوم على “الدستور” والقوانين.
ما الذي يرتجى من قلة امتهنت قذف الناس بالأباطيل وتعاملت مع مؤسسات الدولة بأسلوب “بلاطجة وشبيحة” العصر؟ وكيف نصدق من “كذبوا” على الناس ومازالوا يكذبون عليهم جهارا نهارا؟ وهم المشهورون في “لحس” كلامهم بين ليلة وضحاها وشاهدة “الاربعاء الأسود” اقرب دليل على طريقة تعاملهم مع مناصريهم فما قالوه في الساحات والدواوين تبخر في التحقيقات وامام القضاء!
ان من يكذب مرة يكذب في كل المرات ومن عرف عنه “التلون” وافتعال البطولات الوهمية عصي عليه أن يقنع الناس انه “فارس بطل”, فالفروسية الحقيقية لها رجالها الذين تكشفهم “ساعة الحقيقة” وهؤلاء رسبوا في الاختبار وانطبقت عليهم مقولة غزالة الشهيرة “أسد علي وفي الحروب نعامة”, لا بل ربما النعامة أكثر وضوحا وعزة نفس ممن غرر بشباب بعمر الزهور لينقادوا وراء “جنون عظمة”.
هؤلاء اغبياء اذا ظنوا لحظة ان نظرية غوبلز “اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس” باتت تصلح في زمننا هذا.
عذرا مجددا يا سمو الامير, فقد حاولوا تشويه ثقافة شعبك عبر “الضجيج السوقي” والعبارات الخارجة عن الادب والاعراف ليصنعوا لانفسهم مجدا من سراب.
قال أحد قادة العالم ذات يوم: “لا يهمني ما يتفوه به الاشرار ولكن يزعجني صمت الاخيار”, والاخيار يا صاحب السمو يقدمون لك المعذرة عما حصل, ويقولون: السمع والطاعة لمقامك.
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق