بعد الاربعاء الأسود الذي اقتحم فيه بعض النواب مع اتباعهم مجلس الامه وعاثوا فسادا في قاعة عبد الله السالم. يبدو اننا مع اربعاء ثانٍ هو اربعاء الانحراف والتخبط.
ندوة يوم الاربعاء الماضي التي عقدت في ديوان النملان قد حفلت بالانحراف في المفاهيم واللغة والاسلوب. واضح من المتحدثين رغم انهم نواب سابقون وبعضهم لديه الخبرة والدراية الا انهم يجهلون الدستور. واذا كانوا كذلك فكيف يدعون حمايته، بل وكيف يستطيعون حماية ما يجهلون؟
فلقد كانت معظم كلمات المتحدثين فيها مساس بصلاحيات سمو الأمير مخالفين بذلك نصوصاً واضحة من الدستور خاصة المادة 54 حيث تنص على ان (الأمير رئيس الدولة ذاته مصونة لا تمس). والمادة 55 من الدستور التي تنص على ان ( يتولى الأمير سلطاته بواسطة وزرائه )
أما من تحدث من المتحدثين واعترض على حق الأمير في اصدار المراسيم أو قال بأن البلد لا يدار من شخص واحد فهو انسان جاهل بأحكام الدستور ولا يستحق شرف الدفاع عن دستور يجهل أحكامه. فسمو الأمير يمارس صلاحياته اما بوصفه أميراً للبلاد من خلال الاوامر الأميرية كتعيين رئيس الوزراء وولي العهد وتعيين نائب عنه. او يمارس صلاحياته كرئيس للحكومة من خلال وزرائه كما بين الدستور فأين هذه الخطابات من نصوص الدستور واحترام ما جاء فيها.
وحق سمو الأمير مستقر وسبق ان مارسه في اصدار مراسيم القوانين وفقا للمادة 71 من الدستور التي بات يعرفها جميع اهل الكويت.
اما اذا كان الاخ النائب السابق خالد الطاحوس يرى ان ما يربط سمو الأمير بشعبه عبارة عن شعرة، فقد يكون محقا بالنسبة له هو أو من صفق له. بل اننا نرى ان هناك من لا يرتبط ليس فقد بسمو الأمير بل بالكويت كلها بأي رابط سوى مصلحته الشخصية ويعتبر الكويت بلد عبور.
اما أهل الكويت من حضر وبدو، ومن شيعة وسنة، فلا يقبلون مثل هذا الكلام لأن رباطهم بأميرهم الحالي وامرائهم السابقين والقادمين هو رباط تاريخ له جذور راسخة في الماضي، وجسور ممتدة للمستقبل.
كلمات ديوان النملان أثبتت اننا لسنا امام معارضة حقيقية للاصلاح، بل امام فوضى يراد لها ان تدمر ما تبقى من قيم واخلاق المجتمع، ونصوص ومبادئ الدستور. فهل يعود الرشد والعقل لمن لازال يملك قليلا من عقل؟
المصدر جريدة النهار
قم بكتابة اول تعليق