عبداللطيف الدعيج: نتائج التخريب تتحدى الإصلاح

1964 عندما خططت اطراف التخلف السياسي في السلطة لبدء الزحف على النظام الديموقراطي وتطويقه، عمدت الى مصادرة حرية الرأي والتعبير، والتضييق على حقوق النشر والبحث العلمي. صدرت المادة 35 من قانون الصحافة وعدّلت في قانون التجمع. بعدها تم التضييق على المعارضة، واخيرا دَفع اعضائها الى الاستقالة من المجلس الاول.

●.. 1967 عندما شعرت السلطة بقوة الاندفاع الشعبي نحو التحرر والانفتاح السياسي زورت الانتخابات. وشكلت مجلسا مختارا من الموالين ومن الكثيرين ممن لا يفقهون شيئا في السياسة او الذين تربوا على ان «الشيوخ ابخص».

●..1968 عندما شعروا ان تزوير الانتخابات من الصعب تكراره، مضوا الى الأبعد وغيروا التركيبة السكانية للكويت بأكملها. وذلك حتى يضمنوا، كما اعتقدوا، ناخبين يصوتون لمرشحين يعرفون هم قبلهم متى يجب ان يرفعوا ايديهم بالموافقة ومتى يمتنعون عن ذلك.

●.. 1970 عندما لم يكن تغيير التركيبة السكانية كافيا تماما لاحتياجات اطراف التخلف لان بعض السكان ما زالوا خارج نطاق التطويق، تعمدوا التلاعب بالجداول الانتخابية والنقل الموسع لمجاميع الناخبين الموالين لهم او المحسوبين على من يعملون لتنجيحه. بل انهم لاحقا انشأوا «غيتوات» سكانية للتحكم بافرازات كل منطقة او دائرة، كـ «أم الهيمان» على سبيل المثال.

●..1974 عندما لم يُجْدِ كل ذلك اخترعوا الانتخابات الطائفية والقبلية على امل محاصرة القوى الوطنية الديموقراطية وتجييش الاعوان والانتهازيين لقطع الطريق على الشرفاء والمستقلين من ابناء الطوائف او القبائل.

●.. 1976 عندما وجدوا ان مجلس الامة اصبح اقوى منهم قاموا بحله وحاولوا تنقيح الدستور.

●.. 1981 عندما ثبت ان كل هذا صعب، لجأوا الى العبث الحقيقي بالدوائر، وتوزيعها حسب مناطق النفوذ و«الغيتوات» التي اختلقوها. العبث بالدوائر والتحالف مع مجاميع الردة الدينية والقبلية لم يشبع نزوة البعض، فتم حل المجلس للمرة الثانية عام 1986.

●.. 1990 قبيل الغزو انشأوا المجلس الوطني كعبث حقيقي ومباشر بإرادة الناخب الكويتي. وفي خطوة مناهضة لما اتفق عليه الكويتيون في مؤتمر جدة قاموا بانعاش المجلس الوطني بعد التحرير، رغم ان المرحوم الشيخ جابر الاحمد امير البلاد في حينه لمح الى انتهاء مدته وحله في اول خطبة له بعد التحرير في الايام الاواخر من رمضان.

فشلهم المتواصل منذ اسقاط الحكومة الوطنية سنة 1964 ادى الى الغزو والى ضياع البلد. وكان الغزو ودروسه – والحمدلله – كافية لان يفيق البعض منهم. وان يتفكر الشباب في امر البلد وفي التطور السياسي المقدر، وان تتخذ السلطة في النهاية موقفا وسطا، او بالاحرى مترددا بين دعم الاتجاه الشبابي المتطور او استمرار الاعتماد على العقلية والطرق القديمة لادارة الامور.

اليوم، وبعد ظهور بوادر امل في السلطة الى تصحيح الاوضاع، وتعديل نتائج ما تم اقترافه من خطايا على مدى الخمسين عاما الماضية، فان نتائج هذه «الخطايا» وثمارها المرة وكل ما تم تجذيره من مراكز قوى وجماعات سياسية وتكتلات اجتماعية ونفوذ يحاول ان يحول الآن بين السلطة وبين خطوات التصحيح… ويسعى ليس الى الابقاء على الاوضاع على ما هي عليه، بل الى مزيد من تأكيد «الجمعية» ونشر الكراهية والتعصب بين الناخبين الكويتيين. جميع نتائج «العندما» اعلاه هم من يقف اليوم، او يحول بين السلطة ومحاولة تصحيح اخطاء الامس.

***

بعد الانقلاب المفاجئ للسيد فلاح بن جامع شيخ قبيلة العوازم.. والذي دعا فيه ناخبي قبيلته الى مقاطعة الانتخابات. ودي اسأل الوطنيين الديموقراطيين من مؤيدي الدائرة الواحدة والقوائم الحزبية… شيخ العوازم لم يدخل عالم السياسة بعد، مع هذا فهو يعتقد ان لديه خمسين الف صوت يأمر عليهم. الديموقراطيون صار لهم خمسون سنة يناضلون، ما عندهم حتى خمسمائة صوت، يعني واحد في المائة من مناصري السيد الجامع، فهل لا يزال الديموقراطيون يعتقدون ان لديهم فرصة او بالكويتي «يقدرون ياكلون خبزة» مع بن جامع وبقية شيوخ القبائل في انتخابات القوائم والفوز النسبي الذي يدعون بشدة له؟!.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.