استقبلني رئيس مجلس الوزراء السابق سمو الشيخ ناصر المحمد في ديوانه وأهديته نسخة من كتابي الأول الحرف 29 والذي يحوي عشرات المقالات التي نشرتها هنا في «الأنباء» في زاويتي هذه التي تحمل ذات الاسم، من بين أكثر من 100 مقالة كان هنالك ما لا يقل عن 25 تهاجم وبصراحة شديدة نهج سمو الشيخ ناصر المحمد ومن بينها 4 مقالات تهاجمه كرئيس لمجلس الوزراء بالاسم طبعا دون شخصانية مني ككاتب او تبعية مني أيضا لأحد كان على خلاف معه لا من داخل الأسرة ولا من خارجها، ومع هذا استقبلني سموه مشكورا وبكل رحابة صدر وأبوية وكأن شيئا لم يكن.
أعلم أن كثيرين سيستغربون كيف أن شيخا بل أحد كبار الأسرة الحاكمة يستقبل كاتبا هاجمه او هاجم حكوماته، ولكن من يعرف الكويتيين عامة وآل الصباح خاصة يعرف أن هذا الأمر طبيعي بل وعادي جدا.
فأسرة الصباح الكريمة وهنا عندما أقول الكريمة فأنا أعني الكلمة بحذافيرها بأخلاقياتهم وسعة صدرهم وتقبلهم للرأي والرأي الآخر، فأفراد الأسرة الحاكمة وخاصة ممن هم في سدة الحكم بمختلف درجاتهم لا يضيقون ذرعا بآراء الآخرين، ولا يحاسبون الآخرين لمجرد أنهم خالفوهم بالرأي، يعون بل ويمارسون وبشكل حقيقي مثل «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية».
خلال عملي في شارع الصحافة هاجمت وبقسوة أحيانا الشيخ أحمد الفهد وكل ما فعله الرجل انه اتصل معاتبا، وعندما التقيته لم يذكر أمر مقالاتي، بل وانقذني يوم لقائي به من موقف محرج كدت أن أقع فيه بحضور سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله.
كذلك كتبت منتقدا الشيخ أحمد العبدالله عندما كان وزيرا للمواصلات والإعلام.
في كل مرة كنت اكتب منتقدا شيخا كنت أعود إلى منزلي وأكبر المخدة وأنام ملء عينيّ، وهناك غيري من الكتاب من انتقد بشكل اشد واعنف مما فعلت بعشرات المرات، وعاد إلى منزله، وحتى عندما أراد الشيخ ناصر المحمد معاقبة معارضيه من الكتاب لجأ إلى القانون اختلفنا او اتفقنا معه في ظروف وملابسات الملاحقات القانونية للكتاب فهو أخيرا تنازل عن كل قضاياه ضدهم فتلك حسنة وإن تأخرت.
لست هنا في معرض مديح لأسرة آل الصباح فليسوا بحاجة إلى مديح، ولكن أردت ان اعرض جزءا من تجربتي ككاتب كنت الأقرب إلى مخاصمة بعض منهم.
لا احد يزايد على أننا لا نرضى لا تاريخيا ولا دستوريا وتاريخيا قبل الدستور بحكم غير حكم الصباح لاتفاق الكل عليهم قبل ان يخط قلم نقطة حبر في الدستور.
توضيح الواضح: والله لو كنت في بلد آخر وتناولت فراش حفيد رئيس الوزراء بحرف نقد على سبيل المداعبة لـ «طسوني» حكما بالمؤبد ومن دون محاكمة، ولكن آل الصباح هم خيرة الأسر الحاكمة، خير لنا وخير علينا.
توضيح الأوضح: لكل من سألني: «ها سمو الشيخ ناصر عطاك شيء؟»، أقول له: «لا ما عطاني شي واستريحوا» والاهم هو استقباله لي بأبويته.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق