حينما يتحدث السياسي عن الوحدة الوطنية وان الكويتيين شعب واحد يحب احدهم الآخر كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وأنه لا توجد بينهم خلافات، ويظل يحكي ويتكلم وكأنه المُنظّر ميخائيل باكونين أو المؤرخ ليوبولد رانكه وينسى أو يتناسى أنه هو المشكلة، وأنه هو بنفسه يتفوق على ثعلب الصحراء إرفين روميل بالتفرقة بين المواطنين وينشر التمييز العنصري ويبث الكراهية والضغينة، حينما يتحدث انظر له واقول لنفسي كم هذا الرجل كذاب ومنافق، كم هذا الانسان دجال وخبيث، كم هو ملعون ذو وجهين!
الحمدلله أن هايف المطيري ليس كذلك. الرجل واضح وضوح الشمس. النائب المطيري كشف عن برنامجه منذ اللحظة الأولى لدخوله المجلس وقال إن همه الاول والاخير شيئان لا ثالث لهما: الأول تقوية شوكة التشدد السلفي، والثاني كسر شوكة المذهب الجعفري. يعجبني في الرجل انه واضح ولا يتخفى كغيره ولا يتلون، وبالتالي تعرف مسبقا وجيداً ماذا يريد وكيف تتعامل معه.
الذي جعلني أتكلم عن الموضوع والاخوان المتشددين هو تصريحات المغرد المسيئة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كثيرا. بداية لا احد يزايد على أن الاساءة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم جريمة عظيمة، وفاعلها بلا شك يخرج عن ربقة الاسلام باتفاق المسلمين!
لكن لا أدري ما الداعي للمجيء على ذكر الحسينيات والمساجد الشيعية والفكر الجعفري عندما اجتمع الناس في ساحة الارادة على خلفية ما قاله احد المعتوهين؟! مازلت لا أفهم ما علاقة تصرفات الناس والافراد بالفكر والمذهب؟ ما الرابط بين الاثنين؟
الحسينيات والمساجد يا سيد هايف لم توجد الا للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته، بل هي حاربت الخزعبلات والاهانات التي كالها التاريخ المزيف والطويل على مقام الرسول العظيم روحي له الفداء، وهي التي كشفت للبشرية كم تدخلت الخرافات التوراتية واليهودية لتشويه صورة هذا العظيم. فهي من رفعت عن مقامه الشريف وعَصَمَته من الاستئناس بالموسيقى وبأنه عبوس في محضر الصحابة ويتبول في الطرقات، وهي من دافعت عن ساحته وردت عنه اتهامات البعض بأنه (بعد الاستئذان عليه الصلاة والسلام) قليل العلم وجاهل بالاحكام الشرعية، وهي من حصنت مقامه الرفيع عن القصص الموضوعة بأن للنصرانية الفضل عليه في تثبيت فؤاده لنزول الوحي. هذه هي الحسينيات.
فلا يضرك كلام فلان وعلان، فالحسينية والمسجد والفكر والطائفة، الجميع يتبرئ من المساس بمقام حضرة أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بالضبط كما تبرأت مساجدكم (أو هكذا تقولون) من بوغيث وبن لادن وغيرهم من أرباب الفكر المتطرف!
hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق