ارتفاع سقف الخطاب السياسي، وتوجيه رسائل مباشرة إلى صاحب السمو أمير البلاد، يعدان من قبيل التطور السياسي الجاري في البلاد، بصرف النظر عن الموقف الشخصي من هذا التطور.
ولو أننا ابتعدنا عن التفاصيل اليومية للحراك السياسي الراهن، وحاولنا رصد «محطات» التغيير، أو نقاط ومواضع الانطلاق، فإننا سنجد أن ما يتم صنعه اليوم في إطار العمل السياسي وفي إطار العلاقة بين أسرة الصباح والشعب هو في الحقيقة تاريخ جديد يكتب.
ومن الزاوية السابقة، تصبح النتيجة النهائية للخلاف الدائر حاليا حول تعديل قانون الدوائر الانتخابية مسألة هامشية، فأيا ما كانت النتيجة، وحتى لو صدر مرسوم أميري بتعديل نظام الانتخاب، فإن الذي تحقق حتى يومنا هذا يعد مكسبا للشعب وقواه السياسية. صحيح أن هذا المكسب قد لا يشعر به الناس في اللحظة الراهنة، لكنه مكسب سوف يفرض ذاته بعد حين.
إن الحديث عن «سيادة الأمة» وعن «الحكومة البرلمانية».. وغير ذلك من عناوين، إنما هو اليوم بمنزلة «أعمال تأسيسية» للمرحلة السياسية القادمة، بما في ذلك تحفز الشباب ورغبتهم في إثبات وجودهم في الحركة السياسية بشكل مستقل.. وبالطبع، سوف ينعكس هذا كله على العلاقات المستقبلية بين الشعب وأسرة الصباح، وبين الشعب ومؤسسات الدولة.. باختصار، أستطيع أن أقول إن تاريخا جديدا يصنع في الكويت الآن.
لقد كان للحراك السياسي الشعبي الذي جرى في عامي 1938 و1939 أثر مباشر على الحراك السياسي الذي جرى في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي.. بل إن الشباب يتداولون بحماس منقطع النظير، وبزهو وفخر، الخطاب الذي وجهته المعارضة عام 1938 إلى حاكم الكويت آنذاك المغفور له الشيخ أحمد الجابر. إن الحراك الجاري الآن سيكون له تأثير بالغ في المستقبل القريب، وكم أتمنى لو يبادر الشيوخ باستشراف تأثير هذا الحراك على وضعهم في المستقبل.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق