عبداللطيف الدعيج: لا تمدوا أيديكم.. لا لهم ولا عليهم

لا نعلم كالعادة من استثار الآخر، او المسؤول الاول والحقيقي عن العنف الذي شهدته ساحة الارادة واماكن متفرقة حسب ما يقال من العاصمة يوم امس الاول. لكن نعلم ان الناس لهم حق التجمع، وان الناس لهم حق التظاهر. وان قوات الامن مهمتها حفظ الامن والحفاظ على سلامة الناس وليس تفريق تجمعهم او منع تظاهراتهم. بغض النظر عن مدى التطرف او مقدار الاستفزاز الذي تواجهه قوات الامن، يبقى انها المسؤول عن ضبط النفس والملزم بتطبيق القوانين بموضوعية، بعيدا عن اغراءات الانتقام او القصاص الاني لمن يتعدى عليهم او يؤذيهم.
جماعة المقاطعة فقدوا اعصابهم، بل هم بدأوا يكشفون شيئا فشيئا حتى عن اهدافهم البغيضة، العنصرية والفئوية والعداء غير المفهوم او المبرر للوطن وحتى النظام. لقد خسروا كثيرا، وثيقة رمضان التي لوحوا بها لم يوقعها احد، ولم تنشر او تعرض «حياء» على الجمهور. ندواتهم اخذت في الانكماش بدلا من التمدد كما كانوا يأملون ويخططون. وخطابهم مكرر وفي غير محله. فهم يستبقون الاحداث وينشرون المزاعم ويبنون مطالبهم وطروحاتهم على الاشاعات والقيل والقال. لهذا كان طبيعيا ان يتعمدوا حسب تعريفهم «رفع السقف» يوم امس الاول. فهم لم يعودوا اصلا يستظلون بظل السقف الكويتي. وكان طبيعيا ان يردوا على الاستنكار الذي جوبهوا به من قبل كل الكويتيين لتطاولهم.
الحكومة مطالبة بالتعامل معهم وفق القانون، وبناء على حقوقهم الدستورية. لم يكن لديهم قضية بالامس، وليس لديهم قضية اليوم ايضا. لهذا على الحكومة الا تخلق لهم وزنا وحجما اكبر مما هم عليه. وعليها ان تتعامل بالحكمة والتعقل مع الشر والشرار الذي يطلقون.
حتى الآن الناس يتعاطفون مع الحكومة ويستهجنون طروحات جماعة المقاطعة وسلوكهم، وخروجهم غير المألوف على الاعراف والسجية الكويتية، وانتهاكهم الواضح لقوانين البلد وتعديهم غير المبرر. لهذا فان على الحكومة ان تجني ثمار اخطاء الجماعة وان تتغذى على ما يطبخون لا ان تسكب الزيت على نيرانهم او ان تذر «البهارات» على ما يعدون.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.