ربما بدأت تلك الساحة الصغيرة التي اختارها شباب نبيها خمس، بمسمى ساحة الارادة!. ولكنها اليوم تحولت قطعا إلى ساحة للسفالة ولتقيؤ الامراض والعقد النفسية العميقة. وتبدلت من الارادة الى فرض الارادة وشرعنة الفوضى والانحراف.
< ما حدث مساء أمس الاول في ساحة الارادة لم يكن مفاجأة بالنسبة لنا، وخصوصا ان محمد عبدالقادر وهو الناشط وكاتب خطابات المعارضة المنحرفة عن الجادة قد اعلن للجميع بان الشيوخ سيسمعون ليلتها ما لم يسمعوه من قبل!! فجاء نسيبه ليحقق نبوءته واعلانه فقام يقرأ خطابه – ولاول مرة – من ورقة مكتوبة لا نستبعد ان من خط بعض سطورها كان قلم النسيب. وخصوصا ان تاريخ النسيب قديم في عدائه وسعيه المحموم لاسقاط هيبة الحكم.
< نعود لمسلم البراك فنقول ان خطابه في ذلك المساء الاغبر كان واضحا في سفالة الهجوم في حق الأمير بما اقشعرت له ابدان ابناء القبائل قبل ابناء الحضر. فما استخدم كان لغة حقيرة معدة مسبقا بما في ذلك الهتاف المتناغم مع جمل محددة في الخطاب المكتوب.
وللحقيقة فان ما قاله البراك في ذلك الخطاب كان سببا كافيا لسحبه واحتجازه على ذمة تهمة الاعتداء على الذات السامية وزعزعة الأمن الاجتماعي. ومما لا شك فيه انه لو قال الدكتور عمران القراشي – مثلاً – ما قاله مسلم لكان قد قضى ليلته في زنزانة.
ربما يكون لانعقاد المؤتمر الآسيوي دور في وقف الاجراءات، ولكنها يومين وتتضح الحقيقة، فان اهملت الحكومة دورها في حماية الذات السامية فنبشرها بان حتى «كلاب المطبة» ستنبح عليها وعلى السلطة.
< يتساءل الناس لماذا يتهور مسلم بذلك الخطاب الرديء؟! والاجابة سهلة. مسلم يعلم انه مسجون مسجون في القادم من الايام فلماذا يدخل السجن كأي مجرم عادي مدان باقتحام مرفق عام كمجلس الأمة؟! فالأفضل هو ان يرفع عقيرته ويفتح حنجرته ليحبس كسجين رأي يدافع عنه سفسطائيو حرية التعبير.
من جانب آخر فهو يأمل بأن يطلب منه تخفيف السفالة في الخطابة فيطالب في المقابل بسحب شكوى الاقتحام او التعهد بعفو أميري إذا حكمت المحكمة بادانته.
وتجارب مسلم وغيره مع الحكومة تؤكد انها ترضخ… للابتزاز!!.
< خطاب مسلم يمكن الرد على كل فقرة حقيرة فيه وصفع كل جملة صفيقة بالحقيقة المغيبة عن الجمهور. ولكن مجرد اعادة نشر الخطاب العفن سيشكل جريمة امن دولة.
< في الحقيقة نحن نحمد الله على خطاب مسلم فهو صفارة انذار للحكومة المتناومة. فان لم توقظها تلك الصفارة من سباتها فلنا ان نعتبرها قد ماتت بالسكتة القلبية وتبلد الحس وجفاف الكرامة.
< نعتقد بأن وجود عبدالعزيز السعدون ومبادرته بشتم رجال الامن والهجوم عليهم امر مدبر كي يقال ان السعدون يقدم ابنه مع ابناء الغير تضحية لمبادئه. ولكن لا السعدون سيدنا ابراهيم ولا ابنه سيدنا اسماعيل والكبش هو من يصدق هذه المسرحية.
< هل تلاحظون ان دعاة الاصلاح والمطالبين بتطبيق القانون هم اول من يخالف القانون ويتوسط لوقف اجراءاته؟!!
انظروا كيف حاول شوارتسكوف ادخال ابنه كلية سعد العبدالله رغم مخالفته للشروط، ثم انظروا لمسلم ومرافقه طاحوس كيف ذهبا الى مخفر الصالحية مطالبين بالافراج عن عبدالعزيز السعدون ومجموعته رغم انهم اعتدوا على رجال الامن بالسب والشتائم ثم بالضرب!!.
فعن اي قانون يتحدث الدجالون من دعاة الاصلاح واي اصلاح يأتي على يد هؤلاء الصعاليك؟!!.
< استعجال تمساح الاخوان في الانقضاض على الحكم الكويتي له دوافعه، فدولة الخلافة الاخونجية القادمة تحتاج التمويل والوصول الى منابع النفط وثرواته.
فإذا كانت قطر توفر لهم اليوم تمويلا مناسبا فإن التمويل القطري في نهاية الامر تمويل مشروط وله كلفة سياسية، خاصة وان قطر التي ليس فيها مؤسسة اخوانية واحدة ولا مواطن اخواني واحد، تستعمل الاخوان كأداة فقط لتحقيق حلم ادارة العالم العربي والتحكم به!.
لذلك فإن مشروع الخلافة الاخوانية يحتاج إلى دولة تتحول الى مصدر قوي وثابت للتمويل دون شروط، وليس هناك اختيار افضل من الكويت الغنية بالاصول المالية والمخزون النفطي، مع وجود تنظيم راسخ للاخوان فيها. لذلك وحيث زادت الحاجة للتمويل عن المعتاد وحيث ان ما هو متوفر تحت يد اخوان الكويت من اموال لا يكفي لتحقيق ما يريده المرشد فلا بد اذن من سرعة الاستيلاء على الدولة واحتلال مركز القرار فيها. لذلك فان سرعة تحرك الاخوان عندنا لها اسبابها الملحة ولكنه تحرك فضح مخططاتهم التي لم يكن الحكم عندنا يريد ان يصدق وجودها.. فرب ضارة نافعة.
الخلاصة. علمت السلطة او لم تعلم فان الصدام مع مخطط اسقاط الحكم قادم قادم. فإما ان تحدد السلطة موعده وموقعه واما انه سيفرض عليها حسب توقيت الاخوان والحناجر الواسعة.
أعزاءنا
يقال ان من شارك في كتابة خطاب مسلم اضافة للنسيب كان احد ابناء عمومته يعمل استاذا للقانون في الجامعة!. وان ابن العم هذا قد وضع جملة في الخطاب عن التنصيب والتنحية لم يجرؤ مسلم ان يقرأها على الجمهور.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق