ما دفعني أن أكتب هذا المقال اليوم هو قناعتي بأنّ ما شعرت به خلال فترة التحضير لمنتدى حوار التعاون الآسيوي، يستحق النشر.
فخلال مشاركتي في جزء من التحضيرات لهذا المنتدى المنعقد في الكويت، راودني شعور ربما مبالغ فيه بعض الشيء ولكنه لامسني بعمق حين رأيت مدى اهتمام القيّمين على أعمال المنتدى ورغبتهم الصادقة والحقيقية لإنجاحه.
فمن يراقب ماذا يجري عن بعد في عملية التنظيم وتسليم المهام، يشعر أنّ نجاح هذا المنتدى بمثابة تحرير وطن… ولكن هذه المرة تحرير وطن من فترة عصيبة مرّت بها الكويت ونهوض هذا الوطن مجددا، وعودته بقوة لمكانته الأصيلة، ليتبوأ المراكز الأولى في شتى المجالات ويحتضن قارة آسيا ويذكّر العالم بأسره بما اشتهر به هذا البلد صغير المساحة من صنع المبادرات الثقافية والاقتصادية والمالية وغيرها.
إن الرغبة المخلصة بنجاح المنتدى والتي لفتت انتباهي، لم تقتصر على القيّمين على هذا المنتدى من وكلاء ورؤساء لجان ومديرين فحسب بل طالت أيضا ً كل فرد عمل في تنظيم هذا المنتدى من منسقين ومندوبين ومرافقين للوفود، واتسعت لتبلغ كل مواطن كويتي يريد أن يرى بلده كما عهده في السابق، منارةً لدول الخليج العربي، رائداً في صنع القرار مستعيداً للدور السياسي والاقتصادي الذي كان يتمتع به.
كل مواطن كويتي يدرك أهمية انعقاد أول قمة لمنتدى حوار التعاون الآسيوي في بلده وما سيتبعه من إيجابيات في حال نجاح تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري دولي، وكل فرد كويتي يثمّن أهمية زيادة رقعة تواجد الكويت الديبلوماسي وغيرها من الانعكاسات الإيجابية التي لن تصبّ الا في مصلحة البلد.
ولذلك نرى هذا المواطن الكويتي يبذل جهداً مخلصاً من أجل انجاح هذا المنتدى. فاجتماع أكثر من ثلاثين دولة على مستوى رؤساء الدول في أهم قارة في العالم وأكثر القارات ثقلاً اقتصاديا في المرحلة المقبلة، زادت المواطن الكويتي عزما، وقناعة بأنّ هذه الخطوة تعطي دفعا ً كبيرا ً للكويت وبأنّ هذا المنتدى هو انطلاقة جديدة قوية ذكّرت أهل هذا البلد بأمجاده وشكلت اعترافا بمكانة الكويت السياسية والاقتصادية في القارة الآسيوية.
هذا الاحساس ببداية الكويت استعادة أمجادها بعد أن كانت مصنع المبادرات الديموقراطية والاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية، جعل أبناء الكويت أكثر فخرا وإصراراً على اثبات أن الكويت ستعود بقوة لمكانتها الأصيلة، تتبوأ المراكز الأولى لأنها تزخر بالشباب الأوفياء الذين يحتاجون الى شعلة أمل بسيطة لكي تنير طريقهم نحو التميز والابداع والريادة وربما نحو تحقيق الخطة الاقتصادية التي تدعو الى جعل الكويت مركزا ماليا وتجارياً اقليميا من خلال هذا المنتدى.
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق