توصيل المياه إلى المنازل بدعة حللتها «الحنفية»
اللوحات يسرقها الآسيويون ويدبر لها مواطنون
إذا ظهرت العيوب لا يحاسب الأول بل العاشر!
عندما كثرت المظالم في العهد العباسي تحوّل المفكرون إلى مجانين
< كان الأكل في خارج البيت وفي الطرقات من العيوب عند العرب منذ العهود القديمة.. وبقى هذا العرف في الكويت الى منتصف الخمسينيات، حيث ظهرت المطاعم ومحلات السندويش في آخر الخمسينيات والتزم الكبار بالعرف ولم يأكلوا خارج المنزل ويؤنبون الشباب على الاكل في الطرقات.
وكانت تُعطى للبنّائين والعمال وجبتان للفطور في الضحى والغداء بعد اذان وصلاة الظهر.. ويأبى العمال ان تُفترش لهم مائدة الغذاء على حصير في الطريق ويستترون في دهليز المنزل أو فنائه.
وهكذا كان العرب منذ العهود القديمة، فقد ذكروا عن عثمان الورّاق انه رأى العتّابي الشاعر يأكل الخبز على الطريق بباب الشام في بغداد فقال له مؤنّباً: ويحك اما تستحي تأكل في الطريق؟ فقال مازحا: أرأيت لو كُنا في دار بقرٍ كنت تستحي ان تأكل وهي تراك؟ قال الوراق: لا قال: فاصبر حتى أعلمك ان في المدينة بقر فمّمن نستحي.. فقام واعظا وقص القصص حتى كثر الزحام حوله ثم قال لهم: روى لنا غير واحد انه من بلغ لسانه ارنبة انفه لم يدخل النار، فما بقي احد في المدينة الا اخرج لسانه يومئ به نحو ارنبة انفه ويقدره ان يبلغها ام لا.
فلما تفرقوا التفت العتابي الى صاحبه وقال: ألم أخبرك انهم بقر فممن استحي ان اكلتُ في الطريق؟
الجنون والسلطة
< في العهد العباسي كثرت المظالم فادعى كثير من اصحاب الفكر والرأي بالجنون والسفه والحمق ليبتعد عن محاسبة السلطة وتحدث الشعراء عن راحة العيش في الحُمق:
الروح والراحة في الحمق
وفي زوال العقل والْخُرق
فمن أراد العيش في راحةٍ
فليلزم الجهل مع الحمق
٭٭٭
انصرف الناسُ عن الفكر والبحث العقلي حتى قال الشاعر القُمّي:
تحامق، تطلب عيشا ولا تكُ عاقلاً
فعقل الفتى في ذا الزمان عدوه
٭٭٭
وتحامق الكثير لينال الغنى.. وفي بغداد كان عامر الشاعر يتظاهر بالجنون وإظهار الحُمق:
جَنَّنْتُ نفسي لكي أنال الغنى
فالعقل في ذا الزمان حرمان
٭٭٭
وقال آخر:
إن كنت تهوى أن تنال المالا
فالْبس من الحمق غداً سربالا
وقال آخر:
عَذَلوني على الحماقة جهلاً
وهي من عقلهم الذُّ وأحلى
ولقد قُلتُ حين أغروا بلومي
أيها اللائمون في الحمق مهلاً
حُمقي قائمٌ بقوت عيالي
ويموتون إن تعاقلتُ هزلا
الصنبور والحنفية
روى أحمد أمين في مذكراته (حياتي) ان الانجليز طوروا القاهرة وشقوا الطرق وبنوا الأسواق في قلب القاهرة.. ومدوا المياه في الأنابيب لساحات الحارات ليستقي الناس من مضخة بدل الذهاب الى النيل والترع.. ثم ادخلوا المياه الى المنازل، وكان ذلك في آخر القرن التاسع عشر..
فاعترض رجال الدين على انها بدعة لم تكن ايام الرسول صلى الله عليه وسلم.. المعترضون الحنابلة والشافعية والمالكية خاصة عندما ارادوا ادخال الماء الى المساجد بدل الآبار كما كانت في الكويت من قبل. فاحلت ذلك الحنفية باعتبار انه للتسهيل على المسلمين.. لذا اطلق المصريون على الصنبور (حنفية) لانها اجازت واحلت دخول المياه الى المنازل والمساجد.. وذكرها الزميل حمد عبدالمحسن الحمد في كتابه (من حديث الديوانية).
سرقات تتبعها مناقصات
قبل اكثر من عام شهدت البلاد حملة منظمة لنزع اللوحات الارشادية للمرور من الطرقات، تنزع اللوحة مع عمودها.. وترمى لأيام وان انقطعت الرجل من الطريق في اواخر الليل تحمل لجهات سُرّاقها.. ودائما يتهم في ذلك العمالة الآسيوية، قد يكون هؤلاء هم المنفذين ولكن المدبرين لهذه السرقات هم كويتيون رسميون.. وعندما سُرقت معظم لوحات الارشادات ظهرت تبريرات السرقات من ادارة المرور تقول ان الرياح تسببت في اسقاط اللوحات.. السونامي الذي زلزل اليابان لم يجتث اللوحات الارشادية من الارض.. بعد ذلك ظهرت مناقصة من وزارة الداخلية واعتمد لها ما يقارب المليوني دينار.. هكذا هم اللصوص الكويتيون يسرقون وهم على مكاتبهم والمتهم هو العامل الآسيوي.
< المنهولات انتزعت من الطرق وتسببت في مخاطر الطرق.. لم يعد في البلاد مباحث يتعقبون السرقات على الرغم من ان مكان بيعها معروف حيث صهر المعادن..
< اتسع نطاق السرقات من المنهولات، الى الكبليهات والمواد التي تجهز في ورش البناء..
< خيام تنصب في الصحراء، تنهب مع محتوياتها..
احتيال كويتي
< في صيف 1990 اتفق كويتيان ان يحتالا على اكبر تاجر يهودي يعمل بالعقار في لندن، فذهب اليه احدهما يسأل عن عمارة امامها اعلان للبيع قبل فترة فاعتذر اليهودي المحنك وقال لقد تم بيعها بربع مليون جنيه.. في بريطانيا تقتضي الأمور أن يدفع المشتري مبلغاً بنسبة معينة والباقي بعد التسجيل بستة أشهر.. وأثناءها يمكن أن يتم البيع لأكثر من شخص.
فقال له الكويتي أنا مستعد أن أشتري العقار بزيادة خمسين ألفا.. وبعد أيام جاء إلى المكتب الكويتي الثاني وقال للتاجر إني علمت ببيع العقار وإني على استعداد أن أزيد مائة ألف جنيه.. وشك صاحب المحل وقال في نفسه من المؤكد أن الكويتيين على علم أكيد بأن لهذا العقار مكانة لها شأن عظيم.. فأجرى البيعة للأول ثم الثاني ثم على نفسه وكل أخذ نصيبه إلاّ هو الذي وقع في خسارة كبرى.
مروريات
محلات بيع الزجاج لديها شاحنات كبيرة وضعت خارجها على جانبي الشاحنات رفوفاً تأخذ من مساحة الطريق وتزاحم السيارات المارة الأخرى هذا غير الرفوف داخل السيارة.. وفي غفلة من رجال المرور انتشرت هذه الظاهرة.. كلمتُّ أنا كاتب هذه السطور مسؤولاً في المرور وكان رده فاترا..
الجهاز الفني في فحص المخالفات المرورية مُغيّب عن هذه الشاحنات حتى وجدتُ حادثا مأساويا لسيارة امرأة مزقت الرفوف الجانبية سيارتها..
ومن الجوانب السلبية المرورية ما نراه في المساء لمصابيح السيارات، تمر سيارات بإضاءة واحدة أو سيارات شحن ليس لها إضاءة خلفية.. إما أنها مغطاة بمواد مغبرة أو أسمنتية أو أصباغ تُسبب في الحوادث.. بالاضافة الى اعداد التاكسي الجوال التابعة أغلبها لضباط في الداخلية وبأسماء متعددة لأهلهم.. تجدها في كل اشارة امامك وعلى جانبيك.. هي المسببة للزحمة والفوضى المرورية.. الضباط اصحاب التاكسي الجوال لم يساءلوا بعد من وزراء الداخلية ولا مجلس الامة.
الباطن العاشر!
قال الراوي:
لا اعرف مدى صحة القصة، ولكنها جميلة مبتكرة..
كان يجلس صاحب البيت المتواضع ومعه بعض افراد جيرانه ومقاول بسيط، على كراسي مستطيلة امام ارتداد واسع يحيطه سياج زراعي مقابل البيت جسر مشاة مغطى بهيكل من الالمنيوم.
المقاول يتحدث عن ارتفاع اسعار الالمنيوم حتى ان القديم قد جاوز سعر الحديث قبل مدة قصيرة.. فكر صاحب المنزل فذهب الى الجهة المسؤولة وعرض امر الجسر الذي يسبب لأهله المضايقة في كشف ستر البيت ولماذا هو الذي يتحمل هذا الازعاج دون غيره.. وقال لهم: اما ان تثمنوا منزلي أو تزيلون الجسر ودامت المسألة شهورا، وقالوا له ان الجسر قد كلف مبلغا وازالته ستكلف الكثير.. فقال ان الذي صرف على انشائه كأي مشروع قد اكتشف عيبه فإنه يزال ومع هذا سأقوم بتحمل الازالة (الهدم)، فاشتكى الى مسؤول واخبره بأنه سوف يتحمل نفقات الازالة مما عجل الامر.. وتمت الموافقة، فذهب المقاول وازال اطنان الالمنيوم والبناء.. وجاء بنصيبه ونصيب صاحب البيت.
< تبنى المشاريع حسب مناقصات سليمة ومن ترسو عليه المناقصة وهو من كبار التجار يعرضها على مقاولين في الباطن فتتدنى المواصفات ويتعرض المشروع إلى عيوب كثيرة.. أول مبنى قديم لايزال على روعته مستشفى الصباح ومبنى البلدية حيث بنيا بأخلاق وبعدها جاءت المهازل.
أحد التجار المقاولين الصغار قال لي لقد تدرجت مناقصة إلى أن وصلته وهو الباطن العاشر وان ظهرت عيوب فلا يحاسب الأول لأنه فوق المساءلة والقانون..
قافية Ection
قصيدة جميلة تبادلها الزملاء في رابطة الأدباء.. إعجاز الأسطر الأخرى خواتيهما كلمات انجليزية وقافيتها حرف الـ(N).. تمنيت أن أعرف صاحبها لأشكره فلم أهتد إليه، فله التحية والشكر:
«Ection» القافية النونية
أيا ذا القلب لا تحزن فذاك الحب Infection
فلن تجدي عقاقير ولن تشفيك Injection
فكم من عاقل فطن مضى بالحب Direction
ستنكره وتنساه ولن يبقى له Mention
فلا تنظم له شعراً ولا تكتب له Section
ولا يحزنك من باعك فقد أخطأت Selection
ولا تبدي له أسفاً ولا تبدي له Action
فإن الحب منزلة لبعض الناس Exception
فبعض الناس إن هجروا فلا حزنٌ ولا Tension
وبعض الناس إن هجروا يظل ويبقى Connection
فوصل الروح إقبالٌ وما أحلاه Reaction
بدعوات ومن قلب لها أثر وAffection
فإن لم يبق لي شيء فلا حب ولا Passion
فلا أسف على دنيا لك وعليك Conversion
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق