لن يستغرب أحد لو أن الشمس أشرقت على بلادنا من جهة الغرب، فما يدور فيها من أحداث لا يخضع للنواميس ولا للمنطق. فالذين ينادون بحماية الدستور هم أول من يبقر بطن الدستور حين طفقوا يفسرونه ويشرحونه حسب رغباتهم وحدهم دون سواهم، وتجاهلوا أن الدستور قانون للدولة وعقد اجتماعي بين الناس كلهم.
نعيش مرحلة انعكاسية انقلابية الاسود فيها أبيض، والأزرق برتقالي، وسمير ينادونه فيصل، ومن يرغب بالذهاب الى الأحمدي عليه ان يركب تاكسي إلى العبدلي، ومن يود ان يتعشى شاورما يطلب من المطعم سندويتش فلافل، والمشككون بمراسيم الضرورة هم أول من أشعل النيران ليحققوا بذلك مبررات الضرورة وينجزوها بالتمام والكمال دونما نقصان.
بعكس طبيعة الأمور والأشياء فإن أعداء الديموقراطية في بلادي جالسون باسترخاء وكسل بعد ان كفاهم «حماة الديموقراطية» عناء العمل حين قاموا بارتكاب أخطاء لا تغتفر حتى كفر الناس بالديموقراطية وتوجسوا خيفة منها. فهل الذي يجري في بلادنا من باب المصادفة أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ لست أدري.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق