هو نداء.. نغم! ولا أجمل من ذلك!!!
نداء يمس شغاف القلب وهو عنوان لبرنامج اذاعي من راديو الكويت.. استوقفني قسراً واستجبت له وارخيت ركابي عنده ولكم ان تتخيلوا معي ماذا يمكن ان يكون الموضوع والعنوان يقول (يادارنا.. يادار؟؟) الموضوع هو (التفاؤل).
إذن لا عجب في توقفي لان (التفاؤل) هو فعلاً مانحتاجه اليوم لاننا نعيش جواً فيه من معارك الكلام وتبادل التهم الشيء الكثير.. هي اجواء تنطلق فيها الالسنة بلا رادّ ولا حافظ وهي تجرح قبل ان تمدح وتحاط باعناق منها مانعرف ومنها مايطلب منا ان نعرف، اعناق تشرئب بالقول الغليظ وسيوف تقطع الرقاب حتى تسيل دماء الاجلال والاحترام والكرامة والحشمة وسط اقلام هي للاقدام اقرب تدوس التاريخ وتسحب البساط من تحت الحضارة والتراث.
نفوس – ماعرفناها من قبل – نفوس راغبة في جعل واطيها عاليها بلا ذرة من احساس المشاركين من حولها في البر والبحر والهواء والليل والنهار وفي الشتاء والربيع والصيف والخريف.
شكراً يا راديو الكويت على تقديمك للتفاؤل علما نلتف حوله. والشكر موصول لمحمود صقر وحسين نوح العصيمي وانوار الفضلي ومحمد حسن وخالد محمد والجميع.
وبمناسبة الحديث عن الدار اروي لكم هذه الحكاية:
في ربيع يوم جميل من عام 2009 دعتني الاخت الفاضلة نورية السّداني لمشاركتها فنجاناً من القهوة في حديقة عامة لكنها مهملة من القطعة الرابعة من منطقة الروضة.. استجبت للدعوة لسببين معزتي لنوريه اولاً زميلة نضال الستينات وحبي للروضة مسكني منذ مايقارب نصف قرن.. وصلت الى هناك ودخلت الموقع (المخيم) تسبقني بهجتي بالمناسبة وبالموقع حتى وقع بصري على مجموعة مميزة من اللوحات الهندسية زينت بها الجدران باشراف مصممها والمشرف على انجازها رئيس مجلس ادارة جمعية المهندسين الكويتية وما ان نظرت اليها حتى زادت بهجتي عندما عرفت بانها مقترح لانشاء المستوصف الجديد للروضة وقبل ان تكتمل النشوة سألت – بغباء، ربما – أين سيكون الموقع وهنا صُدمت عند اعلامي بانه سوف يحتل هذا الموقع – الحديقة وشهقت متسائلة: وتقطعون الشجر وتبدلونه باسوار من الاسمنت؟! فكان الردّ باننا سوف نحاول المحافظة على بعضها وما استطعت حينها من ان احتمل حزناً تسرب الى نفسي قدمت اعتراضي شفوياً وجزيل شكري وانصرفت..
اليوم اقرأ واسمع بان بعد ذات السبات العميق يرفع المشروع رأسه لتبتلى (الروضة) بمثل ما ابتليت قبل ذلك من عبث في حديقة جمال عبدالناصر والتي تحولت بعد ان كانت متنفساً للناس يمارسون المسير بين اشجارها اصبح الذاهب اليها يتنفس من محارق الزيوت ودخان الاخشاب والفحم المنبعث من المقالي والمشاوي للمطعم وان حدث وادار ظهره فهو في مواجهة روائح دورات المياه النسوية من زاوية والرجالية من المسجد من الجهة الاخرى!!!
أظنه مجرد ظن ان في الكويت بلدية وان فيها هيئة للمحافظة على البيئة وفيها ايضاً هيئة للزراعة ام اصبح الموضوع لناس وناس وعلى ناس وناس؟!.
ألا يكفينا العبث باسماء شوارع اعتدنا عليها والاباء والابناء حتى ترفع أسماء الشوارع في كل منطقة والتي تحمل اسمها الدال عليها لنحظى باسم رباعي يحتاج لادخاله في مناهج التربية حتى يعرفه الابناء او نحوّله الى نشيد وطني نكرره حتى نحفظه (احترامي الشديد لكل اسم رفع على شارع لكن التكريم لا يأتي على هذه الشاكلة) يقول المثل اللي مايطبع يضيع وهكذا سوف تضيع البلدية وتضيع البلاد معها.
اما الروضة والتي بليت بعلتين معاً – سالفة الذكر – فلقد آن الاوان لتغيير اسمها لعلنا نستدل عليها بمظاهرها ومواصفاتها.
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق