أكد الشيخ فلاح فهد بن جامع على أن الكويت بالنسبة لقبيلة العوازم خط أحمر ولا يمكن أن نجامل أحدا على حساب أمنها واستقرارها حتى لو كان من أبناء عمومتنا، مشيرا إلى أن قبيلة العوازم تستنكر أي إساءة لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح وأن ما حصل في ديوان النائب السابق سالم النملان يمثل رأي الأغلبية فقط.
ودعا بن جامع أهل الكويت ان يضعوا مصلحة بلدهم نصب أعينهم وأن لا ينجرفوا وراء الشعارات البراقة التي يطلقها بعض الساسة من أجل مصالحهم الشخصية وهي بعيدة كل البعد عن المصلحة العامة، مؤكدا على ان كل ما يجري على الساحة المحلية اليوم ليس في صالح الكويت وقد آن الأوان ان نلتف حول القيادة السياسية وعلينا ان نستمع الى ما يأمرنا به صاحب السمو الذي وهو ربان السفينة الذي لا يمكن ان يسيرها الا الى الا بر الأمان.
وأضاف بن جامع قائلا ان الحديث الذي يتداول اليوم عن مقاطعة الانتخابات في حال تم تعديل الدوائر الانتخابية سابق لأوانه وعلينا ككويتيين أن ننفذ تعليمات صاحب السمو وفي حال أصدر مراسيم ضرورة في شأن تعديل النظام الانتخابي القائم فلا نملك الا السمع والطاعة لما يأمر به سموه فهو أعلم وأقدر على تحديد الضرورة من عدمها.
أما فيما يتعلق بالخروج إلى الساحات والدعوة للمظاهرات فقال بن جامع ان هذا الأمر لا يصح وهي تحركات في مقامها عبارة عن خروج على طاعة ولي الأمر وأضاف أن هذا التصرف نهتنا عنه شريعتنا الإسلامية مشيرا إلى أن الخروج على طاعة ولي الأمر ليست من عادات أهل الكويت الذين بايعوا أسرة الصباح على الحكم منذ 370 عاما.
وعن الدعوات المنادية بحكومة منتخبة وإمارة دستورية أكد بن جامع رفضه لهذه المطالب حيث قال اننا لا يمكن ان نرضى بغير الصباح حكاما لنا وأن الحكومة المنتخبة مرفوضة وأي رئيس وزراء من خارج الأسرة سوف لن نقبل به، داعيا الشباب الى تحكيم العقل وعدم الانجراف وراء من يريد مصالحه الخاصة وتنفيذ أجنداته السياسية على حساب الكويت.
وتمنى بن جامع على الحكومة المقبلة ان تكون حكومة بوزراء رجال دولة «مو خبق» وأن يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات المناسبة للنهوض بالكويت واعادتها الى سابق عدها، كما تمنى على أعضاء مجلس الأمة المقبل ان يمارسوا مهامهم كنواب عن الأمة وذلك من خلال سن القوانين التي تخدم الكويت وأن يمهلوا الحكومة فرصة كافية للعمل حتى يتمكنوا من محاسبتها المحاسبة الصحيحة في حال لم تقم بواجباتها وحينها سيقف الشعب إلى جانبهم.
وحذر بن جامع مما يردده البعض عن الربيع العربي، مؤكدا ان الكويت تعيش الربيع العربي منذ خمسين سنة عندما اتفق أهل الكويت مع عبدالله السالم طيب الله ثراه على دستور 62 الذي كفل الحقوق والواجبات لكل مواطن ونظم العمل السياسي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، داعيا كل من يريد الربيع العربي ان يرى ما يجري في بعض الدول العربية التي حدث فيها ما يسمى بالربيع العربي وكيف حالهم بعد هذا الربيع، مشيرا إلى أن نعمة الأمن والأمان تفوق كل المطالب التي ينادون بها وأن أمن أهل الكويت كافة أفضل بكثير من كراسي مجلس الأمة والدستور كذلك.
ووجه بن جامع رسالة إلى نواب الدائرة الخامسة قال لهم فيها بدلا من المطالبات التي لا طائل منها والتي لا تخدم الكويت عليكم أن تلتفتوا إلى مطالب الدائرة الانتخابية التي أوصلتكم إلى البرلمان فهي تعاني من نقص شديد في الخدمات على شتى المجالات سواء العلمية والصحية وغيرها من الخدمات التي يحتاجها أبناء الدائرة، كما عليكم أن تنتبهوا إلى مصلحة الكويت وأن تدركوا ان المصالح الشخصية والضيقة من شأنها أن تلحق الضرر بالكويت وأهلها.
وفيما يلي نص اللقاء الذي أجراه بن جامع مع جريدة الوطن :
إلى أين تسير الأمور في البلاد وهل ما يحدث في صالح البلد أم لا؟
– كل ما يدور على الساحة المحلية اليوم ليس في صالح البلد ولا حتى في صالح الشعب الكويتي فالكويت تنعم بالأمان والاستقرار في ظل أسرة بايعها أهل الكويت منذ 370 عاماً ولن نرتضي غيرها حاكما في الكويت لذلك أنا أقول كل ما يجري حاليا على الساحة المحلية من مشاحنات ومشاكل نحن في غنى عنها أسبابها مصالح آنية وضيقة لن تخدم الكويت وأهلها والبعض يحاول ان يثير عواطف الناخبين يلفت انتباههم لخط سيره الذي يعتقد بهذه الطريقة بأنه يستطيع من خلالها ان يصل الى كرسي البرلمان.
هل تقصد أن ما يجري على الساحة السياسية من تصعيد في الخطاب السياسي الهدف منه مصالح انتخابية؟
– بكل تأكيد وسأوضح لك ذلك..أولا الكويت لها 370 سنة وهي في حكم الله وحكم الصباح وازدهرت وتقدمت في ظل هذه الأسرة وفي ظل أهل الكويت الأحرار الطيبين حتى أصبحت درة للخليج واليوم يأتي بعض النواب أو السياسيين بشكل عام يستخدم لغة خطاب غريبة ويدعي بأنه ينازع من أجل حقوق المواطنين على الرغم من أننا منذ 2009 لم نر أياً من هذه الحقوق التي يتحدثون عنها.. لم نجد منهم الا الاستجوابات المتتالية ولم نر أي تشريعات تخدم المواطنين أو تساعد في بناء الوطن.. وحتى أكون منصفا لن ألقي باللوم على مجلس الأمة فقط فالحكومة تتحمل جزءا كبيرا مما يجري فلا المجلس شرع القوانين ولا الحكومة نفذت ما هو موجود من قوانين.
< هل مست الخطابات السياسية بذات صاحب السمو كما يردد البعض؟
– أيا كانت الخطابات السياسية سواء تعرضت لسمو الأمير؟ أم لم تتعرض لسموه فهناك حقيقة يجب التأكيد عليها هي أننا لا نقبل إطلاقا كائناً من كان أن يتعرض لذات سمو الأمير أو أن يلمز لها وهذا الأمر نابع من أخلاقنا ككويتيين وقد تعلمنا ذلك وتعايشنا على حب الأسرة وعدم النيل من سمعة أحد فما بالك بسمو الأمير الذي نص الدستور على عدم التعرض لذاته أو المساس بها فما دمنا ننادي بالالتزام بالدستور فعلينا ان نحترم هذا الدستور ونعمل على تنفيذ مضامينه.
لذلك أنا أجد أن الفرصة مناسبة اليوم لأؤكد للجميع أن قبيلة العوازم تستنكر وبشدة أي إساءة لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد كما أؤكد على أن ما حصل في ديوان النائب السابق سالم النملان يمثل الأغلبية فقط، كما أريد أن أؤكد على أننا ضد الإمارة الدستورية ولن نقبل بها والحكم فقط لله ثم أسرة الصباح ولا نقبل برئيس مجلس وزراء شعبي ويجب أن يكون رئيس الوزراء من أسرة الصباح وهذا الأمر هو الأصلح للكويت.
< توقف حال البلد وتعطل التنمية مسؤولية من؟
– المسؤولية تجاه البلد وتعطل التنمية فيه مشتركة وتقع على عاتق الحكومة ومجلس الأمة فلا المجلس سن القوانين اللازمة لتحريك التنمية ولا الحكومة نفذت القوانين الموجودة والمقرة سلفا، كما ان مجلس الأمة لم يمهل الوزراء الفرصة الكافية للعمل واثبات مدى جديتهم في تحقيق التنمية ولعل خير دليل على كلامي كثرة الاستجوابات التي ساهمت بشكل أو بآخر في إشغال الوزراء والحكومة في مواجهة هذه الاستجوابات وتوقف حال البلد وكم كنت أتمنى لو أن النواب منحوا الوزراء الفرصة الكافية للعمل وتركوا مسؤولية التقييم على أهل الكويت وحينها ستجد أهل الكويت يقفون مع النواب في مساءلة الوزراء المقصرين، ولكن للأسف كانت وتيرة الاستجوابات تسير بسرعة كبيرة ومتكررة خلال فترات زمنية متقاربة كانت السبب في الانشغال بالصراعات بين الحكومة والمجلس وأهملت البلد.
التجمع في الساحات وعقد الندوات وشحن الشارع أصبحا ظاهرة تمارس بشكل مستمر هل لديك موقف منها؟
– ان مثل هذه التصرفات بالنسبة لي مرفوضة والسبب أننا في الكويت ننعم بالديمقراطية وحرية في إبداء الرأي وليس علينا قاصر، لذلك فأنا أدعوا الجميع بمن فيهم مرتادو ساحة الإرادة أن يلتفوا حول قيادتنا وأن يبتعدوا عن كل مظاهر الخروج عن طاعة ولي الأمر فقد أكد علماء الشريعة أنه في مثل هذه التحركات والخروج بالمظاهرات هي في حقيقتها خروج على طاعة ولي الأمر وأهل الكويت لم يجبلوا على مثل هذه التصرفات والكويت لا تستحق منا مثل هذه التصرفات.
كما أدعو الجميع إلى عدم الانجراف وراء ما يجري من حولنا أو ما يسمى بالربيع العربي الذي ينادي به البعض في الكويت وأقول لمن يتحدث عن الربيع العربي ويرى فيه أنه خطوة في الاتجاه الصحيح أقول له اذهب وانظر ما جرى في دول الربيع العربي وانظر إلى نعمة الأمن والأمان المفقودة وهي نعمة تساوي كل ما عداها من نعم تتمناها الشعوب.
ثم ان الربيع العربي محله ليس الكويت لأنها تعيش الربيع العربي منذ خمسين سنة حين اتفق أهل الكويت وسمو أمير البلاد الراحل عبدالله السالم آنذاك على دستور 62 الذي حفظ حقوق المواطنين وسن عليهم واجباتهم وحدد دور السلطتين التشريعية والتنفيذية ووضع الضمانات الكثيرة للحاكم والمحكوم، كما أود أن أؤكد أن نعمة الأمن والأمان بالنسبة لنا ككويتيين تساوي كل المناصب وكراسي مجلس الأمة فأمن البلد بالنسبة لنا خط أحمر.
هل لديك رسالة تريد أن توجهها للسلطة أو إلى السياسيين بشكل عام؟
– نعم أقول للحكومة ولكل السياسيين وعلى وجه الخصوص أعضاء مجلس الأمة السابقين من الصفين المعارضة والموالية والي كل كويتي انتبهوا إلى بلدكم وراعوا مصالحها العامة واتركوا المكاسب الشخصية والمصالح الضيقة والتعصب وغيرها من الأمور التي ليست في صالح الكويت وعلى الحكومة أن تباشر مهامها في تحقيق التنمية وأن تعمل بكل جد وإخلاص من أجل الكويت وأهلها ولدي رسالة خاصة إلى أعضاء الأغلبية وأقول فيها تطاولتم وتجاوزتم الحدود وآن الأوان أن تقدموا مصلحة الكويت على اعتباراتكم الشخصية وأن تبتعدوا عن كل مظاهر زعزعة أمن واستقرار الكويت ولا تبحثوا عن مصالحكم والمحافظ على كراسيكم، ولن أفوت الفرصة قبل ان أخاطب الشباب لأقول لهم انتبهوا ولا تنجرفوا وراء من لا يريد مصلحة الكويت فأنتم مستقبل الكويت الواعد وعليكم ان تبحثوا عن مصلحة البلد.
كثرت الدعوات المطالبة بإصدار قانون ينظم الأحزاب السياسية. فما رأيك في هذا الأمر؟.
– الأحزاب السياسية وفكرتها مرفوضة من كل أهل الكويت ولا يمكن ان نوافق على الأحزاب التي أثبتت فشلها في العديد من الدول وبالتالي هذه الأحزاب لن تفلح في الكويت لذلك أنا لا يمكن ان أوافق على مثل هذا الأمر.
في ظل الأحداث الصاخبة التي تشهدها الكويت كانت هناك حادثة اقتحام مبنى مجلس الآمة من أي زاوية تنظر لها على ضوء حديثك السابق؟
– ما حدث من اقتحام لمجلس الأمة أمر غير مقبول خصوصا في دولة القانون والمؤسسات وهذا خطأ وأكبر خطأ فمن يقتحم المجلس من الممكن ان يقتحم الديوان الأميري أو حتى منازل المواطنين فمجلس الأمة بيت الشعب ولا يجوز ان نعبث فيه ومن يرد الدخول الى مجلس الأمة يجب ان يكون أثناء الفترة المسموح بها أما ما حدث كان بمخالفة القانون والأوقات المسموح بها في دخول مجلس الأمة ثم أنا أستغرب من النواب الذين ذهبوا الى المحكمة وأنكروا التهم وتحملها الشباب والمغرر بهم.
ماذا تتمنى على الحكومة المقبلة وكذلك المجلس المقبل والناخبين؟
– نقول اذا كان هناك تشكيل حكومي نريد رجال دولة «مو خبق» رجال دولة قادرين على اتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة ورجال يريدون العمل من أجل الكويت وأن لا يكونوا موظفين كبارا فقط بل عليهم ان يحملوا الكويت أمانة في أعناقهم ويحاولوا جاهدين للنهوض بها وعلى المجلس ان يهتم بالانجاز وسن القوانين وأن ينظروا الى الأوضاع من حول الكويت ويتعظوا مما يجري حولنا ويحرصوا على الكويت وعلى الناخب ان يختار القوي الأمين والكويت أمانة في أعناقكم وأقول أيضا الى أهل الكويت ان الكويت أمانة في أعناقنا جميعا وعلينا المحافظة عليها.
الأمن والكراسي والدستور
خلال الحديث عن الأمن والاستقرار للكويت وعن أهمية نعمة الأمن بالنسبة للشعوب قال الشيخ فلاح فهد بن جامع وبكل عفوية ان أمن الكويت واستقرارها أفضل بكثير من كراسي مجلس الأمة والدستور أيضا، مضيفا ان الكويت خط أحمر، وعلينا جميعا ان نبتعد عن الفتنة بكل أنواعها وعدم التعصب وراء القبيلة أو الطائفة أو العائلة أو غيرها من كل أنواع التعصب، داعيا أهل الكويت الى نبذ التعصب والتخندق وراء اسم الكويت التي تتسع لكل الفئات في المجتمع وأن نعمل على رص الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية وننبذ كل ما من شأنه ان يحدث الفرقة فيما بيننا وأن نلبي دعوات سمو الأمير التي قالها في أكثر من مناسبة اننا ذاهبون والكويت هي الباقية ويجب ان نحافظ عليها.
وتابع قائلا ان الشرارة لو حدثت والفتنة لو انطلقت ستقضي على كل شي جميل في الكويت وستطال كل مكونات المجتمع بأكملها من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها، مشيرا الى ان هناك من يتربص بالكويت ولا يتمنى لها الخير ففوتوا الفرصة عليه ولا تكونوا سببا في تحقيق ما يريدون ان يحدث في بلدنا.
المصدر ” الوطن “
قم بكتابة اول تعليق