بعد أن حُسم الجدل السياسي حول تعديل النظام الانتخابي، حين أعلن الخطاب السامي عن تعديل جزئي في آلية التصويت،إذ أُعلن لاحقاً تقليص التصويت من أربعة أصوات إلى صوت واحد.. أعلنت المعارضة وبعض من سار وراءها ومن تبعها المقاطعة، إما خوفاً، وإما لعدم الإدراك التام لماذا كل هذا… وإما أيضاً تردداً بانتظار تعديل كما يتراءى لهم.
للأسف، هناك كثيرون غير واثقين بأن هذه الخطوة التصحيحية غير جادة… لذا، فقد وضعوا لأنفسهم خط رجعة ووقفوا مع المعارضين الذين لم يبق شيء لم يعارضوا عليه.. وهذا بنظري.. وأتمنى أن تؤكد الأيام المقبلة ذلك، أن الجدية التي «اشتممناها» هذه المرة أكثر قوة ونفاذاً من السابق.
من حقهم أن يقاطعوا .. ولكن ليس من حقهم أن يدعوا الآخرين للمقاطعة… وإذا كانوا يرون أن الصوت الواحد لا يخدمهم… فهذا لا يعني أبداً أن من سيترشحون من الشباب القادم إن شاء الله لا يخدمون الكويت… فإذا لم يخدمهم نظام الصوت الواحد حسب رؤيتهم المغلّفة بالمصالح الذاتية، حرموا الناس من المشاركة، وحرّضوهم على المقاطعة… وإذا كان العكس، فالموضوع ولا أروع منه.
قضية المقاطعة التي يدعون إليها قد تكون خوفاً من الفشل في النجاح، لأن الحسبة اليوم تختلف كلياً عن الانتخابات السابقة، فلا أمل بنجاحهم… ومن كانت فرص نجاحه قوية في السابق بدعم مرشحين آخرين له، فقد الأمل… ومن لا ينجح إلا بالتحالفات، فقد الأمل… ومن ثم فكثير ممن أعلنوا المقاطعة رأوا حفظ ماء الوجه والمقاطعة بدل الفشل في الفوز كما يتوقعون ويجزمون بذلك.
أبصم بالعشرة أن هدف مقاطعتهم هو إفشال الانتخابات المقبلة.. وليثبتوا للناس أن المجلس من دونهم لا يكون… رغم أن كل الناس في الكويت بدأوا يئنون من وجودهم في المجلس ومن ممارساتهم وتهديداتهم.. أصبحوا يكرهون تصفح الجرائد ومشاهدة لقاءاتهم.. لأنهم أصبحوا مجرد لغة متدنية ورؤية قاتمة.. ونوايا إجرامية بحق البلد وأهله.. لذلك فهم لا يريدون أحداً في المجلس غيرهم… لا يريدون في قوائم النواب إلا أسماءهم التي مللناها… ونصرخ بأعلى أصواتنا: «مللناها».
أنتم يا من تحديتم دعوة الجماعتين المؤيدة والمعارضة لعدم الخروج في مسيرات سبق الدعوة إليها خلال انعقاد مؤتمر الحوار الآسيوي الذي يستضيف رؤساء دول… فأطاعت المجموعة الأولى وبقيت في بيوتها… أما «مجموعة قاطعوا»، فأبت إلا أن تهين الكويت وتستعرض قوتها وتثير غوغائيتها أمام ضيوف الكويت خلال المؤتمر.
ولم يكتفوا بذلك، بل وقفوا وأهانوا وتجاوزوا كل أصول التعامل… لأننا تعودنا على أن كرامتنا من كرامة وطننا… ولكنهم للأسف يعيشون حياة أخرى، ويفكرون بطريقة مختلفة كلياً.
هؤلاء هم من يدعون للمقاطعة… ونحن نقول لهم: أنتم أحرار.. قاطعوا. ولكن اتركوا الشعب يمارس حقه بالترشيح والانتخاب، لعله يأتي بمجلس جديد بقراطيسه.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق