أثبتت دراسة أميركية جديدة حول استخدام “”تويتر”” في حقل التربية والتعليم فائدة شبكات التواصل الاجتماعي في تطوير العملية التربوية. فوفق ما استنتجته دراسة جديدة للأستاذة المساعدة كريستين غرينشو, والمتخصصة في علوم التربية في جامعة ميتشيغان الأميركية: طلاب المدارس الثانوية و الجامعات والذين يستخدمون “تويتر” كأداة تعليمية أكثر إلتزاماً, ويتفاعلون بشكل بناء مع المحتوى الدراسي, بل ويحصلون عادة على درجات مرتفعة. فوفق ما ذكرته غرينشو: تتيح خدمة “تويتر” للطلبة والمدرسين فرصاً متعددة لتبادل الخبرات التعليمية والتعاون البناء فيما بينهم ووضع الأفكار والتدرب على الكتابة والبحث العلمي (بتصرف-“يوريكا” 17-10-2012). وفي سياقنا الكويتي المحلي, ربما تتوفر لدينا فرص متعددة لاستخدام “تويتر” في تطوير التعليم الوطني ولكن ثمة أيضاً إحتمالية أكبر, وبخاصة هذه الأيام في ان يستغل مرضى القلوب شبكة التواصل الاجتماعي في استغلال الأطفال والمراهقين. ولذلك فمن المفروض أن تحرص الحكومة على حماية الأطفال وصغار السن من “الاستغلال الالكتروني” أي وقوعهم كضحايا لمفترسي الـ”تويتر” “Predators” فلا يبدو انه يوجد لدينا حالياً قانون يكافح بشكل مباشر ظاهرة الاستغلال الاكتروني وبخاصة التي يكون ضحاياه من الأطفال والمراهقين, وربما سيستمر أشباح “تويتر” يعيثون في الأرض فساداً وربما سيستغلون صغار السن والمراهقين (على الأقل عن طريق تشتيت أفكارهم وربما تحريضهم على عقوق الوالدين ويستغلونهم في بث الاشاعات المغرضة وفي نشر الاضطرابات الاجتماعية).
ومع علمنا بنية الحكومة عن قريب في البدء في تفعيل قانون عقوبات مسيئ استخدام “تويتر”, ولكن من المفترض أيضاً أن يحتوي هذا القانون على عقوبات رادعة تكافح استغلال البعض للأطفال والمراهقين عبر “تويتر”. فلقد أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف آلياتها وتقنياتها المتاحة ظاهرة ملموسة في الحياة اليومية. ولكن إذا لم توجد رقابة حكومية مشددة حول ما يتم بثه وتداوله عن طريق خدمة “تويتر” على سبيل المثال, فثمة إحتمالية أن يقع الأطفال وصغار السن ضحية للأشرار.
ولقد أصبحت هذه الخدمة الالكترونية (“تويتر”) ظاهرة ملموسة في النشاطات الحياتية اليومية. ومن هذا المنطلق, يتحمل أرباب الأسر بشكل أساسي, والحكومة بشكل خاص مسؤولية حماية النشء الكويتي من الاستغلال الالكتروني بمختلف أشكاله وأنواعه. وبالطبع ما سيبرر هذا المراقبة المتشددة لما يتم طرحه وبثه عبر “تويتر” هو الحرص على حماية صغار السن من كل أنواع الاستغلال المدمر. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق