احمد الجارالله: لا إحباط ولا تردد بعد اليوم

أخيرا شعر الناس بجدية الحكومة والنظام في تطبيق القانون وحفظ الكويت من مغامرات غوغائية ترمي الى اثارة الفوضى لتحقيق اجندات خاصة لا علاقة لها بمصلحة البلاد وشعبها, وتبدد الغموض الذي ساد بين الغالبية الصامتة وزال شعورها باليأس والاحباط من حكومة ترددت في حسم الكثير من الامور, لا سيما حين كانت تظهر بصورة الخاضع لاملاءات ميليشيا الابتزاز وكأنها خائفة من اقلية فوضوية أقلية تؤدي أدوارا ليست أدوارها غير عابئة بآلام غالبية الشعب, وهو ما كاد يدفع إلى فقدان الثقة بمؤسسات الحكم ويثير رعب الكويتيين من تحكم فئة انتهازية بمصيرهم بل أن كثيرين منهم أعلنوها واضحة إثر ما شهدوه من عبث العابثين, بقولهم: كنا سابقا نخاف على مستقبل أحفادنا, أما اليوم فبتنا نخاف على أنفسنا.
التصدي الحازم للمخلين بالامن والغوغائيين الذين ارادوا دفع البلاد الى مزيد من الفوضى عبر مسيرة لم تكن شعاراتها ولا اهدافها بريئة, انما قصد منها ضرب الاستقرار بالبلاد, لاسيما بعدما بدأت اوركسترا التحريض الاخوانية العزف من خلال المواقع الالكترونية على وتر التأجيج وتصوير ما يجري في الكويت بداية لما اسموه ربيعا خليجيا, نقول ان هذا التصدي الحازم اشعر الجميع ان تطبيق القانون ليس ضربا من الخيال, بل ان الحكومة تستطيع فرضه على الناس كافة, وانها لا تحابي ولا تخضع ولا تخاف, وهو مطلب الكويتيين الذين يتطلعون الى حماية الدولة التي ينتمون اليها وليس حماية القبيلة او الطائفة او الحزب او الجماعة, أعني الكويتيين الرافضين ان يكونوا كبش فداء لمصالح من جعل الشارع منبره, ورفع صوته محاولا ارهاب الناس وفرض وجهة نظره على الدولة والوطن.
لا عذر بعد الآن للحكومة بعد التوجيهات الاميرية الواضحة لها في تطبيق القانون على الجميع دون استثناء فاليوم قد رُفِعَتِ الصُّحُفُ وَجَفَّتِ الأَقْلامُ, وقطع ما قاله ولي الامر كل تخرصات بعض الآفكين, فهو الساهر على حفظ وطنه يرى بعينه ويستمع بنفسه الى شعبه من غير وسيط وليس حسب ما ينقله اليه الاخرون وفقا لرغباتهم, وفي قوله الفصل اقفل كل ابواب التردد امام الحكومة في فرض هيبة الدولة, واعادة الحق الى اهله, وبات عليها ان تثبت زيف اوهام من اعتقدوا انهم قادرون على استباحة البلاد وتوظيفها لمصالحهم كأنها مزرعتهم الخاصة او “وكالة من دون بواب” كما يقول اخواننا المصريون, انما هي الكويت دولة المؤسسات والقانون التي فيها يأخذ كل ذي حق حقه بالعدل من دون اي غبن, دولة فيها قيادة سياسية حكيمة لا تعيش في برج عاجي بعيدا عن شعبها انما ترى وتستمع وتتحسس مشاعره وتعمل ليل نهار على تحقيق كل ما يوفر له الحياة الكريمة والعيش الرغيد.
قلنا مرارا وتكرارا احذروا غضبة الحليم لكن من في اذنه وقر لا يستمع الى النصحية وتأخذه العزة بالاثم فيعمه في الغي الى ان ينقلب عليه سحره ويقع في شر اعماله, فهل ادرك الذين ضلوا سواء السبيل اي منقلب دفعوا انفسهم اليه كي يثوبوا الى رشدهم, ام انهم ختم على قلبهم وبصيرتهم?
أحمد الجارالله
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.