صالح الشايجي: وقت للعقلاء

«رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأيك خطأ يحتمل الصواب».
تلك قاعدة ديموقراطية او هي حكمة تجسد المعنى الاعلى للديموقراطية وهو اختلاف الآراء وتعددها ولكن مع عدم التمسك الاعمى بالرأي والتشبث به على انه هو الصواب وكل ما عداه خاطئ وباطل.

ما أحوجنا في مثل هذه الايام وهذه الظروف الحساسة والدقيقة وغير المسبوقة التي تمر بها بلادنا الى جعل هذه الحكمة دستورنا المؤقت والدرب الذي نسير عليه والحكمة التي نطوق بها اعناقنا حتى تمر الازمة وتنجلي الامور ونتجاوز هذا المأزق الذي نتمنى جميعا ككويتيين ان يدبر ويولي الى غير رجعة.

وكلنا على يقين بأنه لا احد منا نحن الكويتيين ومن اي مشرب او محتد او طائفة او عرق كان الا ويتمنى ان تنجلي هذه الغمة عن بلادنا وتصفو النفوس وتتحد الايدي وتتراص الصفوف وتتضافر الجهود من اجل ان تنصرف جهودنا لحماية بلدنا من احتمالات الخطر الخارجي لاسيما أن المنطقة المحيطة بنا تنام على براميل بارود ونار تشتعل.

والنار باتت قريبة منا وعلينا ان نتحاشاها لا ان نستبدل بها نارا كويتية الهوية والصناعة والمفعول تحرقنا جميعا وتكوي قلوب آبائنا وأجدادنا الراقدين تحت تراب هذا الوطن الذي صنعوه بعرقهم وبنوا لحمته بتكاتفهم وتؤازرهم وسلمونا اياه امانة وأوصونا بعدم التفريط به وبتوثيق التلاحم بيننا كي يبقى هذا الوطن قلبا لابنائه كلهم لايدني هذا ويقصي ذاك، ولا يرفع فيه كويتي صوته على اخيه الكويتي مهما بلغت حدة الخلاف والتوجهات.

لست بذلك حالما او شاعرا اسطر قصيدة مبللة بالدمع انما انا بذلك اؤكد حقيقة تسري في عروق الكويت وتخالط دماء الكويتيين جميعا.

وما احوجنا بجانب ذلك الى ان نصفد شياطين الكلام وزراع الفتنة حتى يبقوا في جحورهم ولا يصبوا زيت باطلهم على نار نخشى اندلاعها، ولا نريد من يجرح او يسفه او يخون او حتى يشكك، اقول ذلك او اتمناه وقد بدأت ثعابين الشر هذه تطل برأسها من جحورها مستغلة هذه الازمة لتنز بقية سمومها باغية شرا فينا وفي بلادنا، ايا ما كان الصف الذي تقف فيه هذه الثعابين سواء من هذا الفسطاط او ذاك، فالفتنة مرفوضة على الاطلاق ممن جاءت وممن انطلقت، والتهور والشحن مرفوضان من هذا الفريق او ذاك سواء بسواء.

وما علينا الا ان نقطع دابر الفتنة ورؤوس الفتانين حتى نغنم بلادنا.

katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.