أعتقد شخصياً أن تغيير آلية التصويت إلى صوت واحد في الانتخابات البرلمانية المقبلة سيؤدي إلى تقوية ثقافة “المواطنة الحقة” في الكويت. فإضافة إلى مكافحته لظواهر إنتخابية سلبية عانينا منها طويلاً مثل الانتخابات الفرعية وظاهرة تبادل الأصوات, سيؤدي هذا التغيير الايجابي (الصوت الواحد) إلى تكريس ديمقراطية فعالة وهادفة تعكس وجهات نظر متعددة في المجتمع. ولكن ما يهمني أكثر حول تغيير آلية التصويت هو دورها المتوقع في تقوية الحس الوطني وتعزيز الممارسات والسلوكيات البناءة وبخاصة في ما يتعلق في إعلاء شأن “المواطنة الكويتية الحقة” وغلبتها على الاصطفافات والنعرات القبلية والتعصب الطائفي أو الفئوي. بل أعتقد أن احدى أهم مسؤوليات المواطن الكويتي الحق -وبخاصة في الفترة المقبلة هي المشاركة الفاعلة والبناءة في الانتخابات البرلمانية لما في ذلك من تحقيق لمصالحنا العليا, بل وستعتبر المشاركة في الانتخابات تأكيداً لإعتزاز المواطن الكويتي المعاصر بهويته المدنية والديمقراطية. فما سيبني “كويت المستقبل” هو السلوكيات والتصرفات الوطنية الإيجابية والتي يعلو فيها شأن الولاء والحس الوطني وممارسة الحياة المدنية المنظمة وإظهار الانتماء الجسدي والروحي والعاطفي الأصيل لهذه الأرض الطيبة. وإظهارالسمع والطاعة المستحقة لولي الأمر في كل الأوقات وفي كل الظروف. فمصالحنا المشتركة ككويتيين يعكسها ترابطنا الأسري الوطني وتوافقنا فيما بيننا كأبناء أوفياء لهذا الوطن المعطاء. ويعكس تلك المصالح الوطنية المشتركة كذلك :إلتفافنا وتعاضدنا حول أسرة حاكمة هي جزء رئيس وراسخ في نسيجنا الاجتماعي والوطني .
بل أن تغيير آلية التصويت لصوت إنتخابي واحد سيساهم في تكريس شعار ديمقراطي لازم (إلى وقتنا الحاضر) الاستعداد للإنتخابات البرلمانية: “صوتك أمانة.” ومن هذا المنطلق, فالصوت الواحد سيعزز من مكانة العملية الانتخابية في الذهن الجمعي. وربما سيطور من الخطاب البرلماني المقبل. فالصوت الواحد سيقوي الرقابة الشعبية المباشرة على الأداء البرلماني حيث سيكرس هذا التصويت العادل أهمية إحترام آراء الناخبين المستقلين. فالذين يريد النجاح في الانتخابات البرلمانية المقبلة هو من سيحترم الخيارات المستقلة لناخبيه لأنهم صوتوا له كأفراد وكمواطنين كويتيين مستقلين تشكلت أرائهم وتوجهاتهم الشخصية بشكل خال من التحيزالقبلي أو الاصطفاف الطائفي أو الطبقي. فلعل وعسى.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق