نعود إلى حيث تساءلنا في مقال سابق ما مصلحة المنبر الديموقراطي والتحالف الوطني وهما يفترض أنهما يمثلان التيار الليبرالي في الكويت من الموقف المتصلب حيال التعديل الجزئي لقانون الانتخاب واعلانهما مقاطعة الانتخابات القادمة!!
فإذا كان الاخوان المسلمون والتكتل الشعبي ونواب الفرعيات أعلنوا مقاطعتهم فهم معذورون أولا لمواقفهم المشاكسة مع القانون والنظام والدستور وثانيا إن فرصتهم في الانتخابات القادمة وفقا للصوت الواحد تكون ضئيلة ولذلك فلم يكن أمامهم غير قلب النظام إلى فوضى ولعب دور الضحية..!!
الشيء الآخر أن نواب أغلبية المجلس المبطل بدوا على خصومة وشقاق مع تياري المنبر والتحالف، بل قلبوا لهم ظهر المجن في انتخابات رئاسة المجلس وكيف تلك الأغلبية الفوضوية داست في بطن الدستور واللائحة الداخلية للمجلس وزوروا الاقتراع لكي يفوز صاحبهم وعرابهم.. وأسقطوا محمد الصقر في فصل تآمري.. بل واقصوا الأقلية من انتخابات اللجان!!
الذي ندريه أن القواعد الشعبية لكل من المنبر والتحالف الوطني ضئيلة بالمقارنة إلى تيارات الإسلام السياسي (السلف والإخوان) ومقاطعتهم للانتخابات لا تدل على البطولة أو الوطنية بقدر ما تدل على تحالفات مريبة وظلامية مع التيارات الرجعية المناهضة للتقدم والانفتاح وتدل على زيف المبادئ، أو يعلمون أن فرصتهم في الفوز ضئيلة (وهو احتمال قوي) إذا اعتمدوا فقط على قواعدهم أو ناخبيهم في ظل الصوت الواحد، فالتعلل بانفراد الحكومة بتعديل قانون الانتخاب بمرسوم الضرورة تنفيه سوابق انتخابية مماثلة سيما أن جميع قوانين الانتخاب صدرت بمراسيم أميرية بدءاً من قانون انتخابات المجلس التأسيسي وانتهاء بقانون الدوائر الخمس والأربعة أصوات ولم تقاطع جماعة غرفة التجارة أو جماعة جاسم القطامي أوجماعة الطليعة كل مراحل الانتخابات بل شاركوا بفاعلية فماذا تغير حتى يقاطعوا الانتخابات القادمة؟!!
إن الكويت في مرحلة تحتاج منا جميعا إلى التكاتف والتآزر ونبذ الخلافات وتحتاج إلى كل العقول والسواعد الوطنية المخلصة، فالمرحلة الراهنة خطيرة والتحديات كبيرة والمستهدفون للكويت ماضون في مؤامراتهم..!! فهل نترك السفينة تغرق أم نتداعى جميعا إلى إنقاذها..؟!!
لقد شرح صاحب السمو الأمير في كلمته السامية إلى المواطنين الأسباب التي دعته إلى إصدار توجيهاته للحكومة في شأن تعديل قانون الانتخاب وتلك الأسباب قد لامست الحقيقة وشخصت الداء والكل يتفق مع سموه حفظه الله أن قانون الانتخاب سيئاته أكبر من حسناته.
إننا لإن كنا نعذر لهؤلاء المتربصين بالساحات مقاطعتهم للانتخابات فذلك لأنهم قد ورطوا أنفسهم وتراجعهم عن المقاطعة لا يفيدهم انتخابيا، بل من المؤكد سيخسرون الكثير، ولكن ما عذر وما مبرر الليبراليين من المنبريين والتحالف، فأنتم لم تعتصموا في الساحات ولم تهددوا الحكومة ولا أحد من كوادركم شارك في المسيرات أو أخذ للمخفر: فلماذا تقاطعون وما حجتكم في ذلك..؟!! هداكم الله؟!!
أحمد المنيس.!!
بعد انتهائي من كتابة مقالتي جاء على المواقع الخبرية إعلان الدكتور أحمد المنيس نجل السياسي الوطني المرحوم سامي المنيس انسحابه من المنبر الديموقراطي وغلق ديوان والده رحمه الله بعدما شاب المنبر انحراف ودخل في تحالفات مع القوى الرجعية والفاسدة، فشكرا للدكتور أحمد المنيس الذي فضح المنفردين بالقرار وتجيير المنبر لمصالحهم الخاصة.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق