في يوم الأحد الأسود وقعت المواجهة بين أبناء القبائل ورجال الأمن، ولم نسمع بأن الزعيم أحمد السعدون كلف نفسه مشقة التواجد ولو لبضع دقائق، وإنما جلس في قصر الخالدية العامر يراقب الأوضاع عن كثب، وينعم بالهدوء وراحة البال، وكذلك الحال مع نواب الأغلبية وأتباعهم الطامعين في الجاه والسلطة الذين دعوا وباركوا تلك المسيرة ولم يحضروا، على الرغم من تنصيبهم لأنفسهم كقادة للمعارضة وحماة للدستور وحراس للمال العام ومحاربين للفساد، لم يتواجد أحد منهم، تدرون ليش؟ لأنهم يعلمون أن هذا اليوم مختلف، ولن يكون كسابقه، وأن موقعة ديوان الحربش لا تزال أحداثها حية في ذاكرتهم، خصوصا النائب الذي ضرب (وبغى يزر عقله)! نعم لقد خذلوكم يا أبناء القبائل، لأنهم جبناء عند اللقاء، فرسان قول لا فعل، وشعار البعض منهم (العمر يا شامان)! هكذا هم، لا يجيدون سوى دغدغة المشاعر وإثارة الحماسة، وما أنتم في أعينهم سوى وسيلة يبلغون بها غايتهم، وأنتم أجل وأكرم وأشرف من ذلك.
٭٭٭
أصبحت التضحية بأبناء القبائل والزج بهم في الواجهة أمرا مشروعا لدى أبناء جلدتهم، وتحريضهم ثم التخلي عنهم أمر مستساغ، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل أين من أعلنوا مقاطعتهم للانتخابات وطعنوا في مرسوم الضرورة وهاجوا وماجوا وصرحوا وأزبدوا وأرعدوا، أين هم من المسيرة التي جرت في يوم الأحد الأسود الذي لا يفوقه سوادا سوى سحنة وجوههم، لماذا لم نر لهم موقفا؟ لماذا لم يتقدموا الصفوف ويكونوا على قدر المسؤولية التي يجب أن يكونوا لها أهلا، أم أن دورهم تحريض ومن ثم نكوص واختباء، شجاعتهم (مهايط) وتصريح!.
٭٭٭
من المخجل يا أبناء القبائل أن يصرح البعض ويعلن عن مقاطعته للانتخابات وهو يعلم جيدا أن بينه وبين كرسي البرلمان مئة سنة ضوئية! ولن يصل إليه حتى وان لم يعدل النظام الانتخابي، فهل تنطوي عليكم مثل هذه التصريحات، التي يريد مطلقوها فقط تسجيل موقف لا لا يسمن ولا يغني من جوع، دققوا في أسماء من أعلنوا مقاطعتهم للانتخابات وستجدون المتردية والنطيحة، وستجدون من لا أمل له في النجاح، وستجدون من صادق الفشل في كل انتخابات يخوضها!! فلا تتركوا هؤلاء يتاجرون بكم ويتكسبون على ظهوركم.
< نقطة شديدة الوضوح: لن يحكمنا الإخوان المسلمون مهما كلفنا الأمر، وسنبذل الغالي والنفيس من أجل ألا يتم ذلك، وسنقف بالمرصاد في وجه كل من يروج لمثل هذا الأمر ويدعو له، فمهما بلغ سوء نظامنا الحالي تبقى ناره خيرا ألف مرة من جنة الإخوان المزعومة، ولن ننقض بيعة الوفاء والولاء التي في أعناقنا لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، وسندعم دعاة الإصلاح ومحاربي الفساد بقوة دون أن نلحق الضرر بالوطن والأمة. مفرج البرجس الدوسري MALDOSERY@alwatan.com.kw المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق