“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (المائدة 2).
لا أؤيد الدعوة الى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة والتي أطلقها بعض الأفراد والذين يعبرون عن آرائهم الشخصية فقط ولا يعبرون عن الرأي العام للشعب الكويتي. فليس من حق أحد المواطنين فرض إرادته الشخصية على مواطنيه الآخرين وليس من حقه أيضاً ثنيهم عن تحقيق تطلعاتهم وأهدافهم البناءة في الحفاظ على السلم المجتمعي, بل وليس من حق شخص واحد أو أشخاص عدة يمثلون فقط آراء تياراتهم السياسية أو يمثلون إصطفافات قبلية أو طائفية أو طبقية معينة منع عامة الناس من الوفاء بواجباتهم ومسؤولياتهم الوطنية: فأعتقد مثلاً أنني كمواطن كويتي أتحمل مسؤولية أخلاقية وتاريخية في المساهمة الإيجابية في خلق كويت المستقبل: ومن هذا المنطلق, أعتقد أن مساهمتي في بناء كويت المستقبل, ستكرسها مشاركتي الفعالة والبناءة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. فالمنطق والعقلانية والحس السليم تبين أن الدعوات الشخصانية والسلبية والتي يحاول خلالها البعض عزل الفرد المواطن عما يدور في وطنه هي دعوات أنانية لأن فيها تحقيق لمصالح أفراد بذاتهم, من دون بقية المواطنين.
إضافة إلى أنني لا أنوى مقاطعة الانتخابات, فسأشارك فيها هذه المرة بشكل أكثر تفاعلاً وإيجابية. وأدعو أيضاً من هذا المنبر الصحافي الحر كل مواطن كويتي حق يحرص فعلاً على مصلحة بلده أن يساهم بشكل بناء في تكريس ديمقراطية كويتية منظمة لن يكون فيها بعد الآن -بإذن الله تعالى- تعنت شخصاني أو غلو فكري أو تعصب أعمى أو محاولات طائشة للوصاية على إرادة أمة كويتية حرة من قبل أشخاص عاديين لا حق لهم في تقييد حريات مواطنيهم.
يتنافس المواطنون الصالحون في مختلف المجتمعات المعاصرة بهدف المساهمة الايجابية في تطوير بيئاتهم المحلية عن طريق تشجيع مواطنيهم الآخرين على المشاركة الفعالة في تطوير البنى الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية في أوطانهم. فلن يتحقق أي تطوير ملموس على أرض الواقع ما لم نسع جميعنا ككويتيين لتحقيق “مواطنة حقة” يستحقها هذا البلد الطيب (الكويت). فليتعظ البعض بقول المولى عز وجل: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” (المائدة 2). المواطن الكويتي الجهراوي خالد عايد الجنفاوي ينوي التعاون على البر والتقوي مع أبناء وبنات وطنه بهدف تحقيق مصالحنا الوطنية المشتركة. بوركت يا وطني الك¯ويت لنا سكنا وعشت على المدى وطنا.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق