للخروج من الأزمة الراهنة ووقف تداعياتها لن يكون من الحكمة ولا المنفعة الوطنية تصوير خطوة الإصلاح السياسي المتمثلة بتعديل آلية التصويت في الانتخابات المقبلة على أنها مؤامرة على الديموقراطية أو انقلاب على الدستور، وبالمقابل لا ينبغي التهويل على المعارضين لهذا لتعديل ووصف موقفهم الرافض بأنه انقلاب على الدولة. فلا هذا انقلاب ولا تلك مؤامرة.
كما لا ينبغي من اي فريق إلغاء الفريق الآخر، أو غل يد التعاون والتحاور معه. فالمؤيدون والمعارضون حقيقة ملموسة في المجتمع الكويتي الذي لا يتمنى اي أحد من أفراده عودة أحداث التظاهرات الأخيرة وما تخللها من فوضى واعتداءات متبادلة بين المواطنين ورجال الأمن في ليلة هيمن فيها الكمد على صدور الناس.
السياسة فن الممكن، والسياسي القدير لا بد أن يجد طرقا بديلة للوصول إلى مطالبه او مطالب الشريحة الاجتماعية التي يمثلها ولو بعد حين. خاصة أن القضية المختلف عليها «تقليص الأصوات» لم تخرج عن إطار الدستور، وأتت لتلبي مطالب الكثيرين بمن فيهم المعارضون (!) كما انها لم تحرم أحدا من المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق