مبارك الهاجري: «الإخوان» في الحديقة الخلفية

لو قدر لي، أن أنضم لجماعة الاخوان المسلمين، فأول مطلب لي، تعليمي زراعة الألغام السياسية، وتفجيرها عند ساعة الصفر بحرفية، واتقان، فكل يوم يزداد العبد الفقير اعجابا بهؤلاء القوم، لديهم ملكات قلما يجدها في جماعة، أو كتلة أخرى، يمارسون السياسة والعزف على الأوتار حسب المزاج السائد، يوما تراهم يشجعون برشلونة وتارة ريال مدريد، ويوم يلبسون البرتقالي ويوما آخر الأزرق، وهكذا، كموج البحر مد وجزر، فأينما توجهت بوصلة المصالح اتجهوا معها، يعتقدون بل ويؤمنون بنظرية البقاء، ولولا هذا الايمان العميق لما رأيتهم في الساحة اليوم يغردون مع من يغرد ويخرجون مع من خرج ويحتجون مع من يحتج، ظاهرهم يرفض الصوت الواحد وباطنهم يريدها أربع والا كيف الوصول الى الغاية؟!
يبدو أنني سأصبح مع هؤلاء القوم، فلا تستغرب عزيزي القارئ، اذا ما وجدتني يوما ما، معهم في ساحة الارادة، أتعرف لماذا؟
لكي أنجز مصالحي، وأحقق ما أصبو اليه من جاه ومال ونفوذ، فالقوم اليوم، لديهم شبكة أخطبوطية في كل مكان من مفاصل الدولة، هيأتها لهم الحكومات السابقة، فأينما ذهبت وجدتهم حتى يخيل اليك أنك في مصر المحروسة لكثرتهم!
لماذا التحلطم، والخوف من الاخوان، فمن قدم لهم الدعم ووطد أركان مصالحهم هي الحكومات المتعاقبة، وهي من يتحمل المسؤولية الى ما آلت اليه الأمور، بتقليد هذه الجماعة معظم شؤون الحياة اليومية، حتى أضحت قوة مسيطرة، كلمتها العليا والآخرون خارج الحسبة!
لو كان الأمر بيدي لطلبت من البيت الأبيض، استعارة داهية المؤامرات السياسية هنري كيسنجر، وان كان هذا المطلب من المستحيلات السبعة، بحكم علاقة واشنطن القديمة بالاخوان المسلمين، واصرارها على بقائهم في الساحة العربية الى حين!

twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.