عبدالرحمن العوضي: عيدنا هذا العام عيدان

نعيش أيام عيد هذه الأيام، وهذا العيد بالذات له خصوصية عند الشعب الكويتي فهو بجانب أنه عيد الحجاج الذين يزورون بيت الله الحرام ويقفون على عرفات طالبين الرحمة والمغفرة والأمن والسلام لأنفسهم ولأهاليهم وأوطانهم، فنحن ولله الحمد محظوظون هذه السنة لأن عندنا عيدين، عيد الأضحى وعيد تحرير الوطن بإذن الله من براثن فئة أرادت أن تختطف هذا الوطن من أجل مصالح خاصة ومآرب لا نعرف سببها وحقيقتها.
ولكن ولله الحمد فتح الفرج في الوقفة العظيمة التي وقفها صاحب السمو الأمير، وتصدى لهم ولمآربهم الخاصة. وطالب سموه حفظه الله بأن يؤدي أبناء الوطن دورهم في الالتفاف حول الوطن وأن تتماسك صفوفهم وتتشابك أيديهم معا بالوقوف مع سموه كالبنيان المرصوص. وعلى الجميع أن يتحركوا ولا يتقاعسوا عن ممارسة دورهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

إنني متفائل جدا بأن هذه الموجة العاتية التي اجتاحت الكويت ستقذف الزبد الذي طفح على أمواجه وسيذهب هباء وسيأتي بإذن الله جيل جديد من شباب الكويت يستطيعون أن يحولوا هذه الإحباطات إلى طموحات، يبنون بها بلدهم ويتخطونها بخطى ثابتة الى مستقبل زاهر يتمكن فيها هذا البلد من إعادة أمجاده وإبداعاته التي ساهمت بشكل كبير في بناء طموحات دول الخليج الأخرى وسيكون ذلك بإذن الله وفق برامج تنموية طموحة وواضحة المعالم وكلها إبداع، وسيتمكن بلدنا إن شاء الله من العيش بطمأنينة وسلام بدلا من هذه الزوابع والعراقيل التي وضعتها هذه المجموعة الحاقدة التي لم تكن راضية بأن تسير الكويت الى هذا المستقبل العظيم.

نعم أنا مطمئن جدا، وعسى أن يظل هؤلاء مصممين على مقاطعتهم للانتخابات، فهناك الكثير من أبناء الشعب الكويتي الذين سيتحملون العبء لبناء الكويت بانسجام كامل وتعاون صادق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. هذه العلاقة التي شابها الكثير من الخلافات والاضطرابات التي أوقفت تنمية البلد والاستمرار في بنائه وازدهاره كما تمنى أهل الكويت المخلصين والذين أبعدوا عن المشاركة في بناء نهضة هذا البلد.

أقول هذا الكلام بعد أن رأيت صاحب السمو الأمير في لقاءاته مع أصحاب الدواوين وشيوخ القبائل وكثير من المواطنين الذين يثبتون له أنهم جميعهم مخلصين لسموه وسيثبتون له بإذن الله في المجلس القادم الذي أتمنى أن تكون غالبيته من الشباب الكويتي المحب والمؤمن لوطنه وأهله وخال بإذن الله من العقول المتحجرة التي حاولت أن تكبل الكويت وتمنعها من السير نحو المستقبل.

مثل هذا المجلس الجديد وبروحنا الجديدة نحتاج إلى نخبة من الوزراء المتفهمين لأدوارهم والقادرين على تحمل أعباء الحكم والعمل على تحمل أعباء المجلس بصدق وتآخ وتآزر دون أن تكون العلاقة كيدية وشخصية كما كانت كيدية وشخصية بين أعضاء الحكومة وأعضاء المجلس السابق.

إنها في نظري فرحة جديدة بأن نبدأ في تطبيق مراسيم الضرورة بالنسبة لمكافحة الفساد ونبذ الكراهية وحماية الوحدة الوطنية والمضي في تطبيق هذه القوانين وإعطائها الأولوية حتى نتمكن من تنظيف هذه الأجواء الفاسدة مع فتح الآفاق والهواء العليل والإخلاص في العمل والتنمية بكل ما لديهم حتى يكونوا كفؤا لهذه المهمة التي يوكلها لهم أميرنا.

هذه الآمال في هذا العيد الذي أرجو أن يكون عيدين، لنهنأ بالطمأنينة والمحبة والسلام ونتخلص من كل شائبة تسببت لنا، ولسمو اميرنا الكثير من المطالب والقرارات.

سيروا على بركة الله، واقذفوا بكل ما شاب الكويت من قهر وألم خلف ظهوركم، ولننظر للمستقبل بقلوب صادقة وبآمال طموحة حتى نحقق لوطننا العزة والكرامة. نعم سيكون العيد عيدين، وكل عيد وأنتم بخير. وكان الله دائما بعون صاحب السمو الأمير، وأن يلهمه دائما بما فيه الخير والسؤدد للوطن والمواطنين. وعيدكم جميعا مبارك.
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.