فؤاد الهاشم: دجاجة الحكومة وأفاعي.. المتأسلمين

.. قبل حوالي ثلاث سنوات، نشرت موضوعا عن مواطن كويتي – راعي ديوانية – وتقاعد منذ اكثر من عشرين عاما، وعشقه الدائم لكي يروي حكاية واحدة – لكل من يزوره في الديوانية – عن رحلته السنوية المعتادة – برا – الى الاراضي المقدسة لاداء «العمرة»، وكيف انه يبدأ حديثه لمستمعيه قائلا: «مع اذان الفجر،.. تيددت – وتعني توضأت – ثم صليت الفجر وركبت السيارة مع أم العيال وتوجهنا الى الحدود الكويتية السعودية، وبعد عدة ساعات ونحن على الطريق باتجاه جدة، صدح اذان الظهر، فتوقفنا و.. تيددنا وصلينا، ثم اكملنا السير حتى موعد اذان العصر، فـ.. تيددنا وصلينا، واكملنا المشوار حتى حان موعد اذان المغرب، فتوقفنا و.. تيددنا وصلينا.. وهكذا»!! يكمل المواطن المتقاعد حكاية «التيدد – والصلاة» الى وقت وصوله الى مكة المكرمة ثم قضاء عدة ايام والعودة – برا – الى الكويت وبذات السيناريو، واحيانا، تطول فترة سماع حكايته على المستمعين ورواد ديوانيته اذا ما قرر زيارة المدينة المنورة، ولان الطريق اليها من مكة يزيد على اربعمائة كيلومتر، ومن عادته ان لا يتجاوز عداد سرعة سيارته عن التسعين كيلو مترا فقط – لحرصه الشديد – فهذا يعني المزيد من قصص.. «التيدد – والصلاة» في رحلتي الذهاب والاياب زائد عددها في رحلة العودة الى الكويت حتى لحظة الوصول الى باب المنزل في.. العديلية!! «الحجي» – اطال الله في عمره – لا يضايق احدا في كثرة رحلات العمرة التي يقوم بها مع «الحجية»، وكذلك فان.. «تيدده – وصلاته» لا تشكل مصدر ازعاج اجتماعي أو مروري لأحد، وبالتالي، فكل ما يفعله من عمل طيب يسجل في خانة الحسنات التي سترجح موازينه.. {يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم!} لكن.. الزميل «مجدي الصفتي» والزميل «محمد حسن» من مكتب «الوطن» في القاهرة بعثا الينا برسالة صحافية نشرناها يوم امس في صفحة «اخبار مصر» لها وجه مغاير تماما لما كتبناه في السطور السابقة!! كان العنوان الرئيسي لموضوع الزميلين هو: «مرسي يؤدي صلاة العيد في حراسة آلاف من الجنود والضباط»، أما تفاصيل الخبر فهو كالتالي:
.. «تحت مظلة اكثر من ثلاثة آلاف من ضباط وجنود وافراد الحرس الجمهوري وقوات الشرطة المدنية والعسكرية وخبراء المفرقعات الذين ظهروا ولأول مرة في ساحة مسجد الرحمن الرحيم في شارع صلاح سالم والذين انتشروا على طول الشارع الذي يربط العديد من احياء القاهرة.. ادى الرئيس المصري محمد مرسي وكبار رجال الدولة صلاة عيد الاضحى المبارك بينما توقفت حركة المرور.. نهائيا، وقام المئات من ضباط المرور بتحويل مسارات السيارات الى طرق بديلة وعلى مدى اكثر من ثلاث ساعات كاملة وحتى بعد انتهاء الصلاة بنصف ساعة اخرى، ولحين عودة الرئيس مرسي الى منزله في التجمع الخامس، وفي نفس الوقت، فرضت فيه قوات الامن المركزي – وبالآلاف من افراد عناصرها – اطواقاً امنية مشددة على جميع ساحات الصلاة المفتوحة والمساجد الكبرى مما اصاب عشرات الآلاف من المصلين بحالة من الذعر لتحول تلك الساحات والمصليات الى ترسانات عسكرية وامنية مفتوحة! كافة افرع قوات الشرطة شاركت في حماية صلاة الرئيس ومعها فرقة الصاعقة التابعة للقوات المسلحة وقوة الحراسات الخاصة وعناصر من الحرس الجمهوري كانت – كلها – داخل صحن مسجد الرحمن الرحيم مما اثار تذمر المصلين وجعلهم يغادرون مسجدهم هذا للصلاة في اماكن اخرى»!!
انتهى تقرير الزميل «مجدي» والزميل «محمد»!! اعتاد الرئيس «مرسي» على اداء صلواته في مساجد العامة من الناس، وهو امر حميد ويشكر عليه، وله فيه خير الجزاء لولا ان كل تلك الحشود العسكرية الضخمة التي ترافقه – والتي يكفي نصفها فقط – لاقتحام مدينة «اشدود» الاسرائيلية وتحريرها من الاحتلال الطويل ثم تسليمها لمشايخ حركة «حماس» واسر كل من يسكنها من مدنيين وعسكريين – تسبب الضيق للمسلمين المصريين سواء كانوا في رحلة معاش نهارهم، او في عودتهم خلال لباس.. ليلهم!! الرئيس مرسي – اصلحه الله وبارك له في بطانته واخوانه – يؤدي الصلوات الخمس على نفس الوتيرة، وهذا يعني ثلاثة آلاف ضابط وفرد ضابط وفرقة صاعقة وحرس جمهوري في الصلاة الواحدة! اضرب الرقم في خمس مرات، يعني ان خمسة عشر الفا من القوات العسكرية يتم استنفارهم – ماليا ومروريا – كل يوم وتعطل مصالح مئات الآلاف من الناس وهم في رحلة البحث عن لقمة العيش اليومية، لان فخامة الرئيس يريد ان.. يصلي!! هل هي فتوى جديدة من المرشد العام للاخوان بأن.. الصلاة في هذه المساجد العامة ووسط حراسة الآلاف من رجال العسكر هي – فقط – التي تصل الى السماء السابعة، اما الصلاة في قصر الرئاسة مع «قنديل» و«العريان» و«الشاطر» – وبلا مضايقة لعباد الله في الشارع – هي التي لا تصل الى الدور الثمانين في برج القاهرة؟!
???
.. وزير الصحة – في حكومة تصريف الاعمال – قام بترشيح ثلاثة أسماء من حركة «الاخوان» كوكلاء مساعدين في الوزارة!! جرى العرف على ان تكون هذه الايام – على الدوام – مثل «الاشهر الحرم»، فلا تعيينات ولا ترقيات ولا انتدابات للمواطنين العاديين المساكين من «اولاد الجارية»، فما بال الوزير – اذن – يلوح لنا بتعيين اولاد .. «الست» على رؤوس.. الأشهاد؟!

.. اعتذار الداعية «الكلكجي – العريفي» عن شتائمه ضد القيادة السياسية في الكويت وشعبها جاء نتيجة لأوامر من مسؤولين كبار، أما الأوامر التي صدرت لهذا «الكلكجي» لتوجيه الشتائم – أصلا فقد – جاءت من الشيخ «5609» دنانير، الذي مازال مستمراً بتقديم الدعم المالي للنواب «الزقمبية» بما فيهم.. «الاخونجية»!

.. منظمة «هيومان – رايتس» الدولية، زودت الامم المتحدة بشهادات موثقة من اطباء في مصر تؤكد وجود اكثر من 600 حالة اغتصاب لأطفال هناك وقعت في الشهر الماضي فقط ارتكبها اعضاء في حزب النور.. السلفي، شريك «الاخوان» في.. الحكم!

.. الزعيم الاشتراكي التقدمي «قذافي – لبنان» وليد – بيك – جنبلاط، انقلب – من جديد للمرة المليون – وقال يوم امس في اجتماع خاص مع اعضاء حزبه: «لن أعمل ضد سماحة السيد حسن نصرالله، ولن اكون مع جماعة 14 آذار وسعد الحريري الا اذا…. وصلني مبلغ محترم من.. الخليج»!!.. «هيدا الزلمة ما راح يشبع.. مصاري»!!

.. آخر.. كلمة:
.. الحكومة الكويتية – وعلى مدى عقود طويلة – اعطت «المتأسلمين من سلف واخوان» مئات الملايين من الدولارات والدنانير عبر العطايا والمنح والمناقصات والحقائب الوزارية والمناصب و.. «الخيط والمخيط» معتقدة انها ان هي «أدفأت الافاعي، فسوف تستمتع بنعومة جلدها»، لكن هذه الحيات عرفت ان ما فعلته الحكومة الرشيدة ليس حبا فيها – بل ضعفا وخوفا منها – وهي الآن لا تريد ان تنتظر تلك الدجاجة التي تبيض لها بيضة من الذهب كل يوم، بل هي في الطريق الآن لـ«بخ السم فيها» وذبحها وبقر بطنها للحصول على البيض.. كله دفعة واحدة!!

.. الآن، وبسيطرة قطر على حركة حماس في غزة و«الاخوان» في مصر، فقد سيطرت على اخونجية الكويت، واصبح لدينا مثلث.. ابن..….!

.. للصعوبة التي واجهها الشيخ «5609» دنانير للسيطرة على الحكم في الكويت بواسطة الاخونجية فقط، فقد قرر ان يتعاون «الاخونجية» مع بقية الكتل السياسية لتنفيذ ذلك!! عرفنا نوايا الآخرين، والسؤال هو: ماذا انتوينا.. نحن أن نفعل؟!

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.