حسن كرم: أصدقاؤنا الأمريكان والإنجليز

تُعد الكويت احدى الدول الحليفة الرئيسة في المنطقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وكذلك دول الاتحاد الاوروبي، ولا يبدو ان هناك اكثر حرصا على بقاء وتمتين وتنمية ذلك الحلف مثل الكويت، خصوصا ان (الكويت) لن تنسى دور الاصدقاء الغربيين وفي مقدمتهم وعلى رأسهم امريكا في تحريرها وخلاصها من براثن الغزو العراقي، وستبقى الكويت والكويتيون مدينين للغرب ولكل الاصدقاء في كل مكان على ذلك العمل الانساني والاخلاقي والتاريخي الجبار.
وفي المقابل مثلما تحرص الكويت على تنامي وتقوية العلاقة مع الغرب، كذلك الغرب ينظر الى الكويت كحليف استراتيجي مهم في المنطقة، خصوصا ان موقع الكويت قد هيأ لها ان تكون البوابة المطلة في الاتجاهين من الغرب الى الشرق ومن الشرق الى الغرب، ولذلك فيفترض على الغرب وعلى الاخص الولايات المتحدة وبريطانيا ألا تغيب عنهما مسألة امن واستقرار الكويت داخليا وخارجيا، بل يفترض حرصهما على استقرار الكويت كإحدى المسائل المهمة والاساسية في الخليج وفي منطقة الشرق الاوسط التي تهددها الحروب وعدم الاستقرار، فالكويت لا يمثل امنها في معزل عن امن المنطقة فإن هُددت داخليا أو خارجيا غدت المنطقة كلها مهددة، وتجربة الغزو ما زالت ماثلة للعيان.
الكويتيون لا يغيظهم أو يضايقهم مراقبة أو ابداء الرأي من قبل الخارجية الامريكية أو الخارجية البريطانية أو من سفارتي البلدين الموجودتين في الكويت حيال الاوضاع السياسية الحاصلة في البلد، فالكويت ليست استثناء، ولكن ما يهم الكويت والكويتيين ان تكون تلك الآراء والمواقف مبنية على الواقع لا ان تميل الى المتظاهرين والخارجين على القانون على حساب الحقيقة، فالحكومة الكويتية لم تمنع حرية الرأي والتعبير السلمي وفقا للقوانين والدستور، ولكن عندما يتجاوز المتظاهرون حدود القوانين ويَقْلبون سِّلْم البلاد الى فوضى والاعتداء على الممتلكات ورشق رجال الامن فماذا يتوقع الامريكيون والبريطانيون إزاءه من الحكومة الكويتية غير الرد ومنع الفوضى واعادة الامن الى وضعه الطبيعي بل وماذا سيكون تصرف الادارة الامريكية والحكومة البريطانية لو حدث عندهم مثل هذا غير المواجهة بالقوة تفاديا لما هو اخطر أليس هذا ما حدث في نيويورك ومدن امريكية اخرى وفي لندن في العام الماضي..؟!!
ان ما يحدث في الكويت من قبل المعتصمين والمتظاهرين ليس مطالبات دستورية ولا حقوقا معيشية بقدر ما ان هنالك عابثين وتحريضيين ومتآمرين يستهدفون امن واستقرار الكويت ويستهدفون مشروعها الديموقراطي ويعمل الاخوان المسلمون المنتشين بالربيع العربي للاستيلاء على السلطة، هذه هي الحقيقة، «وكادت الكويت ان تضيع» هذا ما قاله سمو الامير في لقاءاته الاخيرة مع الاطياف الكويتية، فهل نترك للمتآمرين ان ينجحوا في مشروعهم التآمري فتضيع الكويت أم الواجب الوطني التصدي لهم..؟!!
لقد قال سمو الامير «إن راحت الكويت رحنا» وليعلم الامريكيون والبريطانيون وكل المتعاطفين والواقفين مع الغوغاء والفوضويين اذا ضاعت الكويت ضاعت المنطقة، فالكويت بوابة امن المنطقة.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.