إقبال الاحمد: الانتخابات المقبلة مجداف أم مسمار

الانتخابات المقبلة، التي حدد موعدها الاول من ديسمبر.. ستكون احد الاثنين.. اما مجداف يعين الكويت على تجاوز دردور يلف الماء تحت قاربها فينقذه وكل من عليه… وقد يكون مسمارا يثقب القارب فيعجز عن الابحار بسلام… بعد ان يثقل بسبب تسرب المياه فيه من كل مكان.. فيدور مع الدردور ويبتلعه البحر ومن عليه ايضا. بيدنا نحن الكويتيين ان نحدد ماذا يمكن ان نكون لهذا القارب… مجدافا ام مسمارا.

بتشجيع الكفاءات الشابة والوطنية من مختلف الاطياف المشاركة في انتخابات الاول من ديسمبر المقبل للمشاركة بشكل منفرد بعيدا عن اي تحالفات غير قانونية ولا فرعيات مشبوهة… لان هذه الانتخابات ستكون بالفعل فرصة لخيرة الشباب المخلص الذي يمكن لان يعطي ويقدم لوطنه ان يبادر وسيجدنا كلنا ندعمه… وسيجد قارب الكويت مجدافا صلبا يضرب مياه الدردور بقوة… فينجو من الغرق ليصل الى بر الامان حيث الامن والامان… والصفحة البيضاء التي تنتظرنا كلنا ابناء هذا الوطن لكتابة تاريخ الكويت الجديد… بعد ان اعطانا الخطاب السامي بصيص الامل والثقة.

ان الديموقراطية كما قال احد رجالات الكويت، الذي ظل فترة طويلة متابعا ومتأملا لكل ما يدور على الساحة، وخرج اليوم ليقول كلمته بصوته المحب لهذا الوطن بعد ان استشعر الخطر القادم… ان الديموقراطية امانة سلمها الآباء والاجداد بعد عناء وتعب للجيل الجديد… لا ليعبثوا بها ويسيئوا اليها.. وانما ليستكملوا بها تاريخ هذا الوطن الحنون الرائع.

على الجيل الجديد ان يصون هذه الديموقراطية ويدافع عنها… لا كما يجري اليوم.. ليس كما يتخذون منها سلاحا فتاكا ينهش بالمجتمع ويقطع اوصاله… لا في استخدامها بوقا يجرح ويهين ويتطاول على كرامات الاخرين.. الديموقراطية ارقى بكثير مما اوصلنا له من يدعون انهم اغلبية… وهي ايضا اكبر بكثير مما يدعون انها وسيلتهم للوصول الى اهدافهم ومصالحهم الضيقة.

هل تعلم عزيزي القارئ.. ان هناك 1045مرسوم ضرورة صدرت خلال التجربة الديموقراطية والبرلمانية بالكويت… لم يتم الاعتراض على اي منها… باستثناء اليوم… وممن؟… ممن عاث بأرضنا ولحمتنا.. واضاع آمالنا… وانحدر بلغة حوارنا… ممن استخدم بذاءة الكلام اسلوبا في خطاباته… وكاريزمته رمزا لتضليل شباب صغار لا يدركون ما يقولون ولا ما يفعلون.

هل نترك الطريق لهؤلاء الذين لم يمر يوم او ليلة الا واشتكيناهم عند ربنا… في صلواتنا وقبل منامنا عندما ندعو ربنا الامن والامان.

هؤلاء هم من اخذوا مقص لعبهم.. وقطعوا الدستور حسبما يريدون… وجمعوا المواد التي تصب في اهدافهم… وحملوها ليتشدقوا بها ويستندوا اليها في مطالباتهم… اما المواد التي لا تخدم تلك المصالح الضيقة… فقد ألقوا بها بعيدا.. فهم لا يرونها او يسمعون عنها او يشاهدونها.

يا جماعة… على كل واعٍ سياسي بيننا ان يوعي من حوله بحقيقة هؤلاء… وعلى كل فاهم بأمور الدستور وتجارب الحياة البرلمانية السابقة التي تفضحهم، الا يبخل على عامة الشعب المسكين الذي لا يسمع الا اصواتهم… فيرتعبون.

علينا كلنا الا نخاف صوتهم العالي.. فهم كمثل الفصل الدراسي الذي يضم مجموعة من الطلبة المشاغبين.. يتميزون بالصوت العالي.. فصل لا يريد للفصول الجادة الاخرى ان تتعلم وتستفيد… فيعلو صراخهم وتعم فوضاهم وينتشر ازعاجهم… في حين ان الفصول الاخرى تضم طلبة اكثر بكثير منهم… ولكنهم اكثر حكمة وهدوءا واخفض صوتا… فيشعر من يمر قرب المدرسة ان كل طلبتها مشاغبون.. فيخاف الاقتراب منها.

على رئيس الوزراء ان يعرف ان رسالته اليوم تختلف عن السابق وان مسؤوليته اليوم اثقل بكثير من السابق… لان عليه ان يختار فريقه بدقة متناهية… يبتعد فيه عن المحاصصة والارضاءات… وان يكون هذا الفريق فريقا جادا في المضي قدما بمشاريع الدولة بشكل قانوني لا ينتهك فيها قانونا… وان يكون العدل والمساواة مسطرة العمل فيها… والانجاز السريع منهاجها.. فالناس متعطشون لان يروا تلك الجدية في اقرب وقت ممكن.. وهذا من شأنه ان يزيل حالة التردد والخوف… والشك بجدية السلطة والحكومة… كما للاسف تعودوا في السنوات السابقة.

لا نقول الا… وفقك الله في مسيرتك القادمة يا سمو الامير… سر ونحن وراءك ندعمك ونعينك.. كل منا في المكان الذي يشغله والدور الذي يقوم به… فقد انتظرنا الحزم… فمن الاجدى ان نعينك عليه بالوقوف وراءك في هذه الفترة العصيبة التي يشعر بها كل كويتي شريف محب لأرضه.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.