التعلّم هو الشيء الذي لا يتوقف عند عمر محدد ولا يقتصر على جنس دون جنس آخر، ولا يمكن أن يكون التعلم من الأشياء الجيدة فقط لأننا سننساها ولكن الأشياء السيئة سنتعلم منها حتى لا نقع بها كما وقع بها غيرنا، وقد قيل إن من لم يتعلم من أخطاء غيره فسوف يتعلم من أخطائه.
في موقع «تويتر» وضع البعض تساؤلا عن الربيع العربي وماذا تعلمت منه؟ وقد استمتعت بما شاهدت من تعليقات على ذلك التساؤل، وتعلمت وعلمت أن هناك كثيرا من المرتادين لذلك الموقع الإلكتروني لم يتعلموا من تجربة الربيع العربي الا ما يسمعون من البعض فقط.
الربيع العربي خلق في تونس بعد انتحار البوعزيزي والذي كان السبب الرئيسي فيه هو الجوع والفقر وهو نفس ما حصل في ليبيا وفي مصر واليمن.
في ليبيا ما أن تم سقوط النظام من قبل القوات الغربية حتى أصبح الجميع يطمح إلى السلطة من أجل المال، وكلنا يذكر الخبر الذي أشيع أن هناك طائرة ستنقل أموالا ليبية من بنوك ألمانية وما أن سمع الليبيون بهذا الخبر حتى هرعوا الى المطار مدججين بالسلاح وتقاتلوا قبل وصول الطائرة.
في مصر كانت البداية من مقتل شاب متهم في قضية مخدرات والذي أفشل كمينا لرجال الأمن لضبط أحد تجار المخدرات وحتما أن ذلك الشاب لم يعمل بتلك الممنوعات الا بسبب الفقر والجوع.
لن ألوم الجائعين حين يثورون، فبسبب الجوع أوقف سيدنا عمر رضي الله عنه حد قطع اليد للسارق في عام الرمادة كما قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لو كان الفقر رجلا لقتلته.
ما تعلمته من الربيع العربي أنه كذبة كبرى خلقها البعض من جوع الشعوب، واستغلوهم ليصلوا للسلطة، وحين وصلوا كان الشعب آخر اهتماماتهم، وخير دليل قصة معبر رفح الذي كان معبرا للحصول على السلطة، واليوم أصبحت كل الطرق المؤدية له اتجاها جبريا لا يمكن العبور منه ويريدون التوجه نحو الخليج.
أدام الله الشعب الذي يتعلم من مصائب غيره، ولا دام من يريد أن يتعلم بنا وحينها لن ينفع الندم.
Saad.almotish@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق