احمد المليفي: لماذا الإخوان

يسألني البعض عن موقفي من الاخوان المسلمين ولماذا دخلت في مواجهة معهم في الفترة الاخيرة؟
في البداية أحب أن أؤكد ان هناك عناصر كثيرة من الاخوان على مستوى الكوادر او القيادات يتمتعون بحس وطني والتزام ديني لا نشكك فيه.
يقابل ذلك قيادات جعلت من حركة الاخوان المسلمين جسرا لتحقيق اهدافها في السياسة وجمع المال وحولت الحركة من حركة اسلامية الى شركة تجارية تستخدم الدين والسياسة لتحقيق اهدافها، وأثرت تأثيرا بالغا وسيئا في مدى احترام الناس للحركة والثقة فيها.
أما لماذا الموقف من الاخوان والعتب عليهم في المشاركة بمثل هذه الاعمال التي تخل بأمن البلد وقد تمس استقراره في حالة تطورها؟ فبكل بساطة لأنني اعتقد انه من المفترض ان يكون الاخوان المسلمون هم اكثر الجماعات السياسية حرصا على استقرار الكويت ودول الخليج العربي.
انا شخصيا لا الوم اخوان مصر عندما يخرجون على النظام فبينهم وبينه دم وسجون وكذلك في ليبيا وسورية وغيرها من الدول الاستبدادية، اما في الكويت والخليج، فأين الاستبداد؟ وأين الظلم الذي وقع على الاخوان؟
الكويت ودول الخليج فتحت ابوابها للاخوان بعد ان طردوا وعذبوا في دولهم. وتركت لهم الساحة للعمل الدعوي والتجاري حتى كبرت قواعدهم وتضخمت ارصدتهم كحركة وافراد.
فتحت لهم مثل غيرهم من مواطنين واحيانا اكثر كل المناصب القيادية في الدولة والقطاعين العام والخاص اللذين تشارك فيهما الدولة. بل احيانا كثيرة سترت مخالفاتهم وغضت الطرف عن تجاوزاتهم المالية وغيرها. وهنا التساؤل ما الذي يعاني منه الاخوان ليتحركوا في طريق زعزعة الامن في البلاد، وصب الزيت على النار؟ هل هي شهوة السلطة؟ ام هي نكران الجميل وعض اليد التي امتدت اليهم طوال كل هذه السنين؟ ام الاثنين مجتمعين؟
لكل هذه الاسباب وغيرها من اسباب لا ارغب في الافصاح عنها على الاقل في الوقت الحالي انتقد موقف الاخوان من الازمة.
المصدر جريدة النهار