السيناريو الذي وضعه جين شارب في كتابه «من الديكتاتورية إلى الديموقراطية» أثبتت الايام والتجارب مدى نجاحه في إسقاط الانظمة الديكتاتورية بوسائل اللاعنف واستخدام وسائل المقاطعة والاضراب والمظاهرات، مع اشراك للمنظمات الدولية لحقوق الانسان والعفو الدولية وغيرها في خلق ضغط دولي على تلك الانظمة التي يسعون لاسقاطها!. ولقد حذر جين شارب قارئي نصائحه من خطورة الانزلاق من حكم ديكتاتوري الى حكم ديكتاتوري جديد!!.
واذا كان سيناريو جين شارب الذي تبنته المنظمة الصربية لتصدير الثورات «اوبتور» أو القبضة، قد اثبت فعاليته في اسقاط الديكتاتورية، فان نفس السيناريو يستطيع اسقاط الديموقراطية بوقت أسرع وجهد أقل!.
وما يحدث في الكويت ليس وليد اللحظة ولا هو من ابتكار مواطنين مستائين، وانما هو سيناريو مستورد بجميع تفاصيله، لان هذا السيناريو يقوم على اسلوب واضح وهو الخسارة للطرف الآخر مهما فعل من خطوات مختلفة.
فالتصادم مع المتظاهرين خسارة للسلطة!. والسكوت عن المتظاهرين خسارة للسلطة!. والحوار مع المتظاهرين اضعاف للسلطة!. وعدم الاهتمام بالمتظاهرين خسارة محققة للسلطة!!. وعيون الاعلام والوكالات الدولية اثناءها ستكون مسلطة على تلك السلطة بترتيب مسبق لتحصي عليها أي هفوة وأي تصرف قد يساهم في تشويه صورتها.
فتخيلوا الآن ما هو وضع النظام الديموقراطي امام هذا السيناريو الجهنمي!!. واذا لم تستطع الديكتاتوريات ان تصمد امامه فكيف لدولة ديموقراطية ان تواجه هذا الاعصار المنظم والمدعوم بتجارب الآخرين وخبرتهم المتراكمة من تطبيق هذا السيناريو في عدة دول.
الحقيقة ان الاسلوب الوحيد لوقف هذا المد المفتعل، والذي يجد بريقه عند اناس لا يعرفون ابجديات ما يحدث حولهم فيشاركون به عن غباء أو حماس، الاسلوب الوحيد هو تطبيق القانون بعنف وقوة.
فعندما تعلن الدولة عدم جواز المظاهرات ويخرج البعض متحديا فإن استخدام القوة جائز بالقانون ويجب على رجال الامن الالتزام بذلك.
صحيح ان استخدام العنف يولد العنف المضاد، ولكن الامر عندنا لا ينحو هذا النحو، فـ%99 من المتظاهرين ليس لهم قضية ملحة أو حقيقية تدفعهم إلى استخدام العنف أو الصدام مع رجال الأمن، وانما هم منجذبون لرومانسية الثورات دون وعي بالعواقب، ومتى ما واجه أحدهم العنف الشديد امامه تخلى عن تلك الرومانسية وعايش الواقع!.
ما يحدث عندنا في الكويت ليس خلاف وجهات نظر ولا هو استياء من تغيير قانون الانتخاب، كما يحلم التحالف أو المنبر، وانما هو مجرد عذر لاقامة المظاهرات واشاعة الفوضى، ولو استمر العمل بالدوائر الخمس والاصوات الاربعة، لوجدوا مسألة خلافية اخرى كي يجيشوا الناس ويحشدوا الجموع في مسيرات تؤدي الى تحقيق سيناريو جين شارب وخطط منظمة القبضة، التي يبدو انها تصر على رفع صورة القبضة في كل مسيرة من باب الدعاية والاعلان للمنظمة ومن باب الاعتراف بفضل الصرب على الثوار. ومع ان الصرب هم من قاموا بالجينوسايد او التطهير العرقي ضد مسلمي يوغسلافيا، فاليوم يستخدمهم الاخوان المسلمون لتحقيق اغراضهم!!.
من جانب آخر هناك خلافة اسلامية تتشكل في مصر، وهذه الخلافة تحتاج الى تمويل لم يعد باستطاعة الاخوان المسلمين الكويتيين تحمله، فلابد من الاستيلاء على الحكم في دولة غنية من قبل كوادر الاخوان المتمكنين فيها، وليس هناك دولة بهذه المواصفات سوى الكويت!.
لذلك فالكويت تواجه اليوم مسؤوليتين، المسؤولية الاولى هي الحفاظ على بقائها لان الهدف الاخونجي هو انهاء دولة الصباح والرفاهية المالية وتحويل الكويت وشعبها الى مصرف تمويل للخلافة الاخونجية حيث المرشد لعنه الله هو خليفة الله في ارضه!.
وعندما يكون الامر متعلقا بالامن القومي لبلد وببقائها فانه من غير الجائز ان تلتفت القيادة الى ترف حقوق الانسان والعفو الدولية وغيرها. ولنا في ديفيد كاميرون قدوة ديموقراطية حسنة.
ولكن الكويت تواجه مسؤولية اخرى عليها ان تتحملها، فمثلما كانت الكويت هي مدخل صدام لاحتلال الخليج فان قدر الكويت ان تكون مثل سد مأرب للخليج، اذا انهارت امام هجمة الاخوان المدروسة، فان سيل الاخوان سيجرف دول الخليج وينهيها كما جرف السيل حضارة اليمن وانهاها بعد سقوط سد مأرب.
لذلك فان استخدام العنف المبرر قانونياً مع من يريد الانقضاض على الحكم امر مشروع، وليس هناك دبلوماسية تستطيع الصمود امام سيناريو اليهودي جين شارب.
كما ان الاستعانة بدول الخليج لوقف هذا الخطر المشترك أمر تحتمه الضرورة وتفرضه العبرة من تجارب الدول الأخرى التي شهدناها.
ولكن الأهم من ذلك هو ان تواجه الدولة الكويتية اخطاءها بشجاعة ادبية وتعترف بانها اخطأت في تقييم خطر الاخوان المسلمين الذين سمحت لهم بأكمال مرحلة التمكين بيسر ومساعده حكومية جاهلة.
ومن ثم يتم الاعلان الصريح للشعب عن قيام الحرب الدفاعية الرسمية ضد هذا الزحف غير المقدس للاخوان، مع اظهار ما هو متوفر من ادلة ومعلومات للناس كي تعرف حقيقة ما يدور حولها.
وليستيقظ البعض الديموقراطي من التنويم المغناطيسي الذي مارسه عليهم الشرير وشيبوب.
< مع تأهب القوات الخليجية للتدخل في الكويت بفضل رعونة نواب الكوبة وانعدام التفكير عند اتباعهم، المفترض ان وليد الطبطبائي سيطلق تصريحات ترحيبية بدرع الجزيرة وبالوحدة مع دول الخليج لان هذا هو ما سبق ان طالبت به يا سيد.. ولا أنا غلطان!!
أعزاءنا
يؤسفنا ان يتعرض اي مواطن للأذى، ولكن سلامة الوطن والمجتمع أهم وأولى من أي فرد وأي تجمع لأفراد. فاذا كان في القصاص حياة للناس فان في العنف اعادة رشد للمغيبين والواهمين والمحرضين والمخططين لدمار الكويت.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق