في اليابان – ذلك البلد الغريب والعجيب والمذهل في كل شيء – اذا شاهدت طفلا في «الابتدائية» يذهب الى مدرسته وسألته ان كان يعرف «هاتشيكو»، فسوف يصفق بيديه ويقفز بكلتا قدميه ويهز رأسه بالايجاب!! وربما قد يفاجئك – ويخرج لك من حقيبته المدرسية – صورة لصاحب هذا الاسم.. الغريب!!.. «هاتشيكو» هو اسم لكلب صغير من فصيلة «أكينا» مولود في مدينة «أوداته» اليابانية عام 1923 ومات عام 1935! كان صاحبه استاذاً جامعياً في كلية الزراعة بجامعة طوكيو، يذهب الى مركز عمله كل صباح – ويصطحبه الكلب الى المحطة – ثم يصعد الرجل على متن القطار ويبقى «هاتشيكو» ينتظره على الرصيف حتى الخامسة.. مساءً حين عودته! ذات يوم، صعد استاذ الجامعة الى القطار وانتظره «رفيقه على المحطة – كالعادة – لكن الرجل سقط ميتا داخل قاعة المحاضرات ولم.. يرجع! ظل كلبه الصغير ينتظره حتى الخامسة مساءً، وعندما انتصف الليل ولم يظهر مالكه عاد الى المنزل.. بمفرده، وفي صباح اليوم التالي توجه الى المحطة لانتظاره و.. استمر على هذه الحال – يوميا – طيلة تسع سنوات! عرف ناظر محطة القطارات – والآلاف من الركاب بحكايته – فتعاطفوا معه وصاروا يمدونه بالطعام والشراب، واعتاد الاطفال المرافقون لاهاليهم على مداعبته وملاعبته بعد ان عرف الجميع بقصته! وصلت القصة الى وسائل الاعلام اليابانية من صحافة واذاعة وتلفزيون وجاءت الاقلام والكاميرات لتقوم بتصوير كلب صغير يمثل بوجوده الدائم في محطة القطارات هذه كلمة واحدة وهي.. «الوفاء»! ذات صباح مبكر، عثر عمال المحطة على «هاتشيكو» ميتا في مكانه الذي مازال يعتقد ان استاذ الجامعة – صديقه – سيأتي اليه فيه بعد تسع سنوات على سقوطه ميتا داخل قاعة الدراسة بكلية الزراعة، في جامعة.. طوكيو! اقام له السكان هناك تمثالاً من البرونز امام مدخل محطة القطارات مازال موجودا حتى الآن، يزوره الصغار والكبار ويلمسون رأسه الصغير ويتداولون فيما بينهم حكاية وفائه.. لصاحبه!! نطير من اليابان – عبر الزمن والمسافة – الى صحراء الجزيرة العربية في بدايات القرن الثالث الهجري لنشهد على ميلاد وحياة اعرابي اسمه «أبو الحسن علي بن الجهم بن بدر القرشي» في بيئة صحراوية قاسية لا يرى فيها الا.. الرمال والماعز والتيوس والكلاب والابل، فحدث ان ضاقت به هذه الحياة، فعزم على السير الى بغداد في زمن المتوكل، فدخل عليه قاصدا مدحه بغية الحصول على.. «شرهة» – كما تسمى في زمننا – «وهبة» كما كان اسمها زمن سلاطين الدولة العباسية فقال له هذا البيت من الشعر:
.. «أنت كالكلب في حفاظك للود..
وكالتيس في قراع الخطوب!
.. أنت كالدلو لاعدمناك.. دلواً
من كبار الدلا.. كثير الذنوب!
.. غضب ندماء المتوكل وهم احدهم بضرب عنقه لكنه منعهم عن ذلك، وقرر في نفسه شيئا لهذا الاعرابي «الوقح»، فأمر له ببيت داخل بستان يطل على نهر دجلة قريبا من منطقة «الرصافة» وسط بغداد، سكن بها لشهور عديدة فتغيرت نظرته «الصحراوية» الى اخرى «زراعية» فاستدعاه المتوكل.. بعدها، وقال له: «انشدني الآن شعرك». فقال قصيدة يقول عنها نوابغ الشعراء في التاريخ الاسلامي عن جمالها وفصاحتها: «لو لم يقل بن الجهم قصيدة سواها لكفاه ذلك فخرا وبلاغة»!! ماذا قال ذلك الاعرابي؟!
.. قال:
.. عيون المها بين الرصافة.. والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري.. ولا أدري!!
.. أعدن لي الشوق القديم ولم.. أكن
سلوت ولكن زدن جمراً على.. جمر!!
.. حتى يصل في قصيدته إلى بيت جميل هو:
.. صددن صدود الشارب الخمر.. عندما
روى نفسه عن شربها خفيفة.. السكر!!
.. حين انتهى ابن الجهم من قصيدته الخالدة تلك وكانت مكونة من 56 بيتاً، نظروا الى «المتوكل» فاذا بملامح الخوف مرتسمة على وجهه فسألوه: «مم.. الخوف»؟! فقال: «كان كالجلمود في جلافته، وأخشى عليه الآن ان يذوب من.. رقته»!!
٭٭٭
.. تألمت كثيراً من الكلمة التي نشرتها «الوطن» يوم أمس على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان «الأخوة في المعارضة.. شكراً» والتي يظهر فيه مدى ألمها من بيان المعارضة الذي يدعو الى.. «قمع الجريدة ومحطتها التلفزيونية واسكاتها»، وكيف ان العديد من العاملين في «الوطن» – الجريدة والتلفزيون – قد تعرض «للتهديدات المتتالية» والارهاب وحالات الاهانة والتحريض الذي يهدد سلامتهم مصدره ممن يضيقون ذرعاً بمن لا يمجدهم»!! أقول: شعرت بالألم لاحساسي بقلة وفاء من يزعمون اطلاق صفة المعارضة على ذواتهم الطاووسية اذ لم تقدم وسيلة اعلامية من احتضان ودعم ومساعدة لتلك الذقون واللحى وأهل الدشاديش القصيرة والعقول الناقصة مثلما قدمت لهم هذه المؤسسة الصحافية سواء الجريدة او القناة التلفزيونية منذ ما بعد التحرير والى يومنا.. هذا الى درجة انني – شخصيا – كنت «أتعرجب» – واكاد اتعثر – بتلك اللحى والذقون الطويلة اثناء دخولي وخروجي من مبنى الجريدة.. على كثرتهم!! وماذا كانت النتيجة؟! نكران المعروف والجميل ورد الاحسان بالاساءة وتلك اسوأ رزية من رزايا ابليس التصقت به عند خلقه فنقلها الى من قال عنهم رب العالمين: {قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق}. لو اننا قدمنا – في «الوطن» – كل ذلك المعروف لـ.. «هاتشيكو» او لكلب «ابن الجهم» لما حصلنا على جزاء.. سنمار! ويبقى السؤال: هل كان عبيد الوسمي – حين وصف الكويتيين بـ«الكلاب» – يقصد أنهم أوفياء أم.. انجاس؟! هل كان يمدحهم أم.. يذمهم؟!
٭٭٭
.. الجنرال «قاسم سليماني» – قائد فيلق القدس في الحرس الثوري و«الحاكم العسكري لإيران حاليا – قال لسماحة زعيم النصر الالهي حسن نصر الله: «اتصل بوليد جنبلاط، واسأله عن المبلغ الذي يطلبه ليبقى الى جانبنا ولا يستقر بجوار سعد الحريري»!! في نفس الوقت، اتصل بـ«جنبلاط» نائب الرئيس السوري السابق «عبدالحليم خدام» وقال له: «بيكفي عاد نطنطة من هالفريق الى.. هالفريق.. احترم حالك شوية»!! لكن وليد بيك لا يهمه «الحال» بقدر.. «المال»!!
٭٭٭
.. اغتيل اثنان من قادة احدى الفصائل المقاتلة في حزب الله اللبناني في سورية قبل يومين، الأول اسمه «حيدر محمود زين الدين» والثاني اسمه «أحمد مهدي ياسين»!! أتذكر انني سمعت – مليون مرة – جملة.. «لبنان ينأى بنفسه عن الاحداث في سورية».. «ماذا جرى لهذا» النأي»؟!
٭٭٭
.. علي المتأسلمين – ومن والاهم – ممن يصفون انفسهم بالمعارضة في الكويت ان يعلموا جيدا ان الشيخ «حمد بن جاسم» يستخدمهم كاحذية طويلة العنق يرتديها حتى يدخل الى حقول من الطين والمستنقعات»!! ما ان يجتازها حتى يخلعهم بذات السهولة التي ارتداهم.. فيها!!
٭٭٭
… وزير الاعلام قال – يوم أمس الاول – انه « لاتوجد ديرة في العالم مثل الكويت»!! يعني.. الكويت احلى من.. «فندق بريزيدانت.. في جنيف»؟!
٭٭٭
مغرد سعودي طالب بـ «الكشف عن الذمة المالية للدعاة التالية اسماؤهم:
1) محمد العريفي 2) عوض القرني 3) عايض القرني!
.. تغريدة جميلة وقائمة أجمل اضيف عليها – أيضا – اسم «طارق السويدان» و «حامد العلي» و «نبيل العوضي» ثم كبيرهم.. «راسبوتين الدوحة»!!
٭٭٭
.. آخر كلمة: إلى مدير إدارة شؤون الانتخابات:
.. اذا تقدمت إليكم مرشحة منتقبة، فهل لديكم «مطبقات» لمطابقة صورتها في الجنسية مع صورتها بلا نقاب، اذا ربما تطلع.. «عباس الشعبي.. متنكر»؟!
فؤاد الهاشم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق