أنا امرأة كويتية ناضلت كما كثير من نساء الكويت للحصول على حقوقنا السياسية… التي حرمنا منها سنوات طويلة بغير وجه حق.. عندما سلبني منها الرجل الذي استقوى بحقوقه التشريعية ورفضني كعقل وامكانات.. وكمواطنة تشاركه في بناء هذا الوطن.
انا امرأة كويتية كما كثيرات من نساء بلادي تعرضت لكثير من الاستخفاف بقدراتي وامكاناتي لبناء هذا الوطن من تحت قبة البرلمان سنوات طويلة لمجرد انني انثى.. رغم ان تاريخي يحكي الكثير.. بدءا من ايام الغوص، حيث يبتعد الرجال اشهرا طويلة وتبقى النساء وحدهن يدرن امور الحياة بكل مشاقها وقسوتها.
انا امرأة كويتية قاومت كما كل نساء الكويت الغزو العراقي بالصمود ورفض الاحتلال.. ساهمنا كلنا، من بقي ومن خرج، من اجل اعادة وطن فقدناه وكم عانينا بعد ان فقدناه.. وقفنا خلف رجالنا وامامهم ندعمهم ونقويهم وندافع معهم.
انا امرأة كويتية ككثير من نساء الكويت عملت بجد واخلاص لمساعدة اخيها الرجل المرشح ليفوز ويعلن عضوا في مجلس الامة سنوات طويلة.. عندما كان حق الترشيح والانتخاب عيباً علي سنوات طويلة لمجرد انني امرأة ناقصة عقل ودين كما كانوا يدعون.
انا امرأة كويتية كغيري كثيرات كتبن تاريخا مشرفا وحافلا بالعطاء والانجاز لهذه الارض الطيبة… في وقت غابت فيه كثير من حقوقي ولسنوات طويلة مضت لمجرد انني امرأة لا يجوز لها ان تصبح مسؤولا كبيرا يقف في اعلى الهرم الوظيفي… فحجب عني منصب الوكيل وما فوقه.. لانني فقط امرأة.. وما زال هناك خط احمر لا يمكنني ان اتعداه في القضاء وبعض المجالات.. لمجرد انني امرأة.
انا امرأة كويتية كغيري كثيرات.. عانت كثيرا لولا وقوف اصحاب العقل النير والافق المفتوح من اخواني الرجال ممن يثقون بقدراتي وامكاناتي.. فاختصر تاريخ تهميشي وآخذ بيدي لأقف معه معينا في بناء هذا الوطن.
ولاني امرأة كغيري من نساء هذا البلد الطيب فأنا لن أقاطع الانتخابات المقبلة بعد كل هذا التاريخ الطويل، وبعد ان حصدت جهدا ليس سهلا… لانني لا يمكن ان ارفض حقا كفله الدستور لي بعد عناء طويل لمجرد ان بعض من اتخذوا مواقف معينة لا يريدون المشاركة.
سأشارك وبكل ثقة… وسأدعو للمشاركة بكل ثقة… وسأحث على اختيار الافضل من النساء والرجال.. لانني أرى مصلحة وطني امام عيني.. فعلاج المشاكل لا يكون بالمقاطعات والتأزيمات.. بل باتباع القنوات القانونية والدستورية في ذلك.
امام نساء الكويت فرصة رائعة لخوض الانتخابات المقبلة كأسماء جديدة وطاقات جبارة تأتي لنا بمخرجات ايجابية… وكلي امل في ان يرتفع عدد المرشحات والناجحات بها الى اكثر من اربع نساء… ويزيد عدد الوزيرات ايضا… شرط ان تتوافر الكفاءة في كل من تفكر بالترشيح، لان الكويت اليوم احوج ما تكون لنساء ورجال اصحاب عطاء وفكر وخبرة… لدفع الوطن من مكانه الذي التزمه طويلا… فضاع الوقت والجهد من دون اي نتائج ملموسة تحسب لهذا الوطن.
اقبال الاحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق