– نتمنى ان يمر هذا اليوم بسلام وهدوء على الشارع الكويتي. ولكن الاماني شيء واستقراء الساحة شيء آخر!.
فنحن للاسف نتوقع ان نشهد ما سوف يؤلم ابصارنا ويحز في انفسنا من مظاهر دخيلة على ثقافة المجتمع الكويتي الذي اشتهر بالهدوء والطيبة والارتباط.
لان ما يحدث عندنا ليس تخطيطا او مطمعا محليا أو وطنيا كما تصوره بعض الابواق الكاذبة والشخصيات الفاجرة، بل الحقيقة هي ان ابناءنا للاسف اصبحوا ادوات طيعة بيد الاجانب من الاخوان المسلمين المصريين!.
ونكاد نجزم ان اكبر شنب في الاصلاح وحدس لا يملك من امره وقراره شيئاً، وانما هو عبد مطيع لتعليمات المرشد الفاجر تأتيه بالطرق التي اعتادها وتدرب عليها… ينفذها بالمليمتر.
وهناك مواطنون من غير الاخوان ممن فقدوا قرارهم السياسي بسبب ارتباطهم المالي والاقتصادي مع داعم الاخوان في الدوحة!. فهم في نفس قارب الاخوان وان لم يؤمنوا بأهدافهم، الا ان ايمانهم بمصالحهم المادية يفوق قدرتهم على ردع أنفسهم من ارتكاب ما لا يقتنعون به.
ولكننا في نهاية الامر أمام مشكلة المواجهة ما بين من يريد ان يحرك الشارع ومن يريد ان يضبط الشارع حسب القانون.
والمحرضون يختبئون وراء مسميات وهمية وحسابات اليكترونية ويزجون بالشباب للاحتكاك برجال الامن الذين يحاولون تطبيق القانون وحفظ النظام العام.
والشباب عندنا متحمسون لان للثورات رومانسية ولمواجهة السلطة بريق في مخيلة اي شباب في اي مكان. ولكن فوق هذا فان شبابنا لهم حالة استثنائية تسببت بها الدولة والبرلمان!. شبابنا لا يعاني الضياع كما يحاول ان يصور بعض الكذبة ولكن شبابنا يعاني من الفراغ!. فلم يتم توفير الفرص او المناسبات التي يفرّغ فيها الشباب طاقاتهم، فتأتي المظاهرات وسيلة مناسبة لتفريغ تلك الشحنات من الطاقة!.
كما ان شبابنا للاسف قد عاش مرحلة تمدد لعقود لم يعرف بها ماذا يعني تطبيق القانون وما هي كلفة مخالفته!. فهو يعيش في دولة تقدم التسامح على العقاب للمخالف، ونواب يسعون لهدم القانون ما استطاعوا.
فما بين انعدام الشعور بالمسؤولية وغياب كلفة مخالفة القانون وبين الطاقات التي لا تجد ما تفرّغ شحنتها به، اصبح شبابنا صيدا سهلا للاخونچية وتجار المكاسب.
ولا يستكثر بعض السذج هذا، او يتدافع بعض الشباب في رفض هذا التحليل، لان تجار المآسي لطالما اقنعوا شبابنا بتبني الارهاب وهم نتاج مجتمع مدني حضاري دستوري، وجعلوهم يفجرون بأنفسهم في عمليات انتحارية وهم ابناء العز والجاه الكويتي وتربية الكرامة!.
فمن يقنع الشاب بالانتحار الارهابي، اسهل عليه ان يقنع اخاه بأنه يسير في درب صحيح وهو يخالف القانون والتراث!.
والتلاعب بالالفاظ والقول بأنها مسيرة وليس مظاهرة هو جزء من تضليل الاخوان للشباب، فما يحدث ليس مسيرات وانما تظاهرات واستدراج للعنف بمطالبات سياسية محددة ومتصاعدة.
والمفارقة ان القانون الكويتي الذي ينظم المسيرات والتظاهرات يمنع اقامتها بعد مغيب الشمس!. والاخوان لا يتظاهرون الا بعدما يحل الظلام وكأنهم خفافيش تحرقها اشعة الشمس؟!!.
والمؤكد بالنسبة لنا ان القضية ليست قضية تعديل جزئي في قانون الانتخاب، وان الخمس دوائر بالاربعة اصوات لو ظلت دون تغيير فإنهم بلا شك سيخترعون قضية اخرى ليخرجوا للشارع، لأن الخروج للشارع هو الوسيلة لاسقاط النظام والاستيلاء على الحكم لتحويل الكويت الى بنك مركزي للخلافة الاسلامية القادمة الى مصر.
– لاحظوا كيف يُدس مصطلح «الانفراد بالقرار» ويشاع استعماله بين الشباب غير المنتبه!.
ثم كيف اكثروا من استخدام مفردة «ممارسة القمع» حتى كادت ان تصبح من مفردات الحديث اليومي بين الشباب مع ان لا وجود للقمع في الكويت!!.
ولكن السبب هو سعيهم لتعويد المواطن على تقبل هذه المسميات الملتصقة بالديكتاتورية حتى يصبحوا على يوم يقول فيه نفس النفر ان النظام الكويتي ديكتاتوري فلا يأبه الناس… ويتقبلونه!!!.
ان الاخوان ومنظمة «أوتبور» تنطلق من ارشادات كتاب «جين شارب» المعنون «من الديكتاتورية إلى الديموقراطية»!. لذلك فنجاح الخطة يعتمد في جزء منه على مدى قناعة الناس بفساد الديكتاتورية التي يعشيون تحتها.
فهل استوعبتم في اي درب يسيرون بكم؟.
– نعتقد ونؤمن أن أي محاولة يقوم بها أي شخص أو مجموعة، او يدعو لها أحد ليطالب سمو الأمير تحت أي مبرر بالغاء التعديل الجزئي على قانون الانتخاب الذي رسم به، فان هذا الفرد او تلك المجموعة تنطلق من موقف لا يحترم مسند الامارة او يسعى لاسقاط احترامه عند الناس.
فما من مواطن عاقل يقبل ان تُدمر هيبة الحكم لاجل انجاح نواب من الاخوان أو غيرهم. ولا يقبل هذا الا من كان خارج حسبة الوطنية والولاء للكويت ونظامها.
أعزاءنا
إذا انتهى هذا اليوم بما يسعى له الاخوان من مواجهات بين الشباب ورجال الأمن. فان عزاءنا في كل هذا اننا كمجتمع ندفع اليوم ضريبة اخطاء الاسترخاء التي استسغناها على مدى عقود وحان اليوم دفع كلفتها المستحقة من قبل الجميع.
وعزاؤنا الآخر اننا أخيراً أصبحنا نرى ان تطبيق القانون بدأ يأخذ طريقه ولو بالحزم وبالقوة.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق