أبصم بالعشرة ان معظم من اعلن مقاطعة الانتخابات من النواب السابقين.. قد وضعوا بديلا لهم.. صاحب اسم غير متداول من الناس البسطاء الذين يجدون في النزول أمرا جميلا، لان من سيقف وراءه اسم كبير له باع في الحياة البرلمانية، يسنده ويدعمه، لا انه يتحدث باسمه او اسم حركته او حزبه او طائفته او قبيلته.
هذا الداعم الذي اعلن ان مقاطعته هي مسألة مبدأ لا يستطيع تجاوزها، سيكون المسير والموجه للاسم البديل له.. وسيكون هذا الاسم ملبيا ومنفذا لتعليمات من يقف وراءه.
إذاً، هم قاطعوا بأسمائهم ولم يقاطعوا بممارساتهم! فنفَسهم سيكون موجوداً في المجلس المقبل، لانهم مقتنعون بان مقاطعتهم بهذه الصورة لن تبعدهم عن العمل البرلماني، بل العكس. سيكون العمل اسهل واقل وجع رأس لهم، لانهم لن يكونوا بالصورة ومن ثم سيكونون بعيدين عن اي انتقادات او تصديات! فما هم سوى «ريموت كنترول» لمن سيتحدث باسمهم في المجلس المقبل.
واذا ما رُبطت بعض اسماء المرشحين الجدد وبين بعض النواب السابقين من التوجه ذاته فسنجد علاقة قوية جدا تفسر لك عدم الجدية بالمقاطعة، خاصة ان عددا كبيرا منهم يجد حرجا اليوم في العودة عن قرار مقاطعته للانتخابات، ولكن هؤلاء لا يعلمون ان الاعتراف بالخطأ فضيلة والعودة عن طريق الخطأ، او لنقل سوء التقييم يزيدهم قيمة وحجما وتقديرا.
النواب الأفاضل اعضاء التحالف والمنبر.. أصبتمونا بخيبة امل لا حد لها، وهناك من بلغ استياؤه من مواقفكم الاخيرة ان فقد الثقة بكم، وهو يعض اصابع الندم على كل صوت منحوه اياكم وعلى كل موقف وقفوه معكم، لانكم كنتم يوما من الايام تتحدثون باسمهم وتبحثون عن مساندتهم واصواتهم، وعندما اتخذتم موقفكم الاخير المخيب لآمالهم كلهم اتخذتموه من دون ان تكلفوا نفسكم عناء الجلوس مع قواعدكم الانتخابية التي كان لها الفضل الاول والاخير في وصولكم الى المجالس السابقة.
لم تكلفوا انفسكم عناء الالتقاء بقواعدكم الانتخابية لتوضيح اسباب تحول مواقفكم.. ولم تبادروا بالالتقاء بهم والاجابة عن كل تساؤلاتهم، فصممتم اذانكم واعتزلتم في بيوتكم.. من دون ادنى تقدير لآلاف الاصوات التي اخلصت لكم ولم تبخل عنكم بشيء في سبيل وصولكم الى المجالس السابقة.. وفي النهاية اعطيتموهم ظهوركم وصففتم الى جانب من نصرناكم عليهم عندما كانت المنافسة في شدتها وقسوتها.
قواعدكم الانتخابية ايها الاعزاء يا من فضلناكم واخترناكم لتتحدثوا باسمنا ولتعبروا عما نحلم به بلسانكم، بانتظار ان تلتقوا بها لتسمع منكم اجابات عن اسئلة كثيرة تدور بخلدها، وهي تتمنى – وانا اضمن لكم ما اقول – انها تنتظر ان تلتقوا بها (دواوين الرجال واجتماعات النساء، التي كنتم تلتقون فيها نساء مناطقكم تقنعونهن ببرامجكم الانتخابية بهدف حصد اصواتهن للفوز بكرسي المجلس) لتستمعوا اليها وتستمع اليكم.. فاما ان تقنعوها واما ان تقتنعوا بها.. وبانتظار هذه اللقاءات.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق