قبل حوالي ثماني أو تسع سنوات، كتبت مقالا مرحا أعرب فيه عن «سعادتي الشديدة» لأنني سوف استقر لمدة عامين في جزر «البهاماس» الجميلة – في عطلة مدفوعة الراتب مع الاجازات ايضا من جريدة «الوطن» ليس لي وحدي بل لكل العاملين فيها – بسبب لا دخل لارادتنا فيه.. كما يقول أهل القانون!! شرطي يعمل في مخفر «النزهة» كان وراء كل ذلك، لكنه دخل الى السجن ولم أحصل – أنا والعاملون في «الوطن» – على تلك الاجازة الطويلة.. اللذيذة!! ما هي الحكاية؟! ذات يوم – من عام 2003 أو 2004 – صدرت الزميلة جريدة «السياسة» وعلى صدر صفحتها الأولى خبر مفرح لكل العاملين في المجال العسكري من شرطة وجيش وحرس وطني يقول: «صاحب السمو الأمير الشيخ جابر الأحمد يصدر مرسوما أميريا بزيادة %30 لرواتب العاملين في الداخلية والدفاع والحرس الوطني من العسكريين»!! مر اليوم بهدوء دون تعليق، وفي صباح اليوم الثاني أخذنا – نحن في «الوطن» – الخبر واعدنا نشره، وما ان انتصف النهار حتى.. اخرجت أرض شارع الصحافة اثقالها!! صدر بيان – شديد اللهجة – من الديوان الأميري ينفي فيه صحة المرسوم الأميري الذي نشرته «الوطن»! قلنا لهم اننا اعدنا نشره عن جريدة «السياسة» التي صدرت يوم أمس.. فلماذا لم تعترضوا عليه منذ البارحة؟! المهم، «جات الطوبة في.. المعطوبة»، وغضب المرحوم – بإذنه تعالى – الشيخ سعد العبدالله غضبا شديدا وكان وقتها وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء، فصدر قرار من المجلس يتضمن عقوبة كبرى لنا – في «الوطن» – وللزميل عميد الصحافة «أحمد الجار الله» في «السياسة» ملخصه: «يتم تعطيل جريدة «الوطن» لسنتين عن الصدور ويسحب امتياز جريدة «السياسة».. نهائيا والى الابد!! جاء الخبر علينا – وعلى الصحافة عموما – كوقع الصاعقة و.. «من هنا جاءت فرحتي بإجازة لمدة 24 شهرا».. واخذنا نضرب اخماسا في اسداس، ولم يكن عندنا من ملاذ – وقتها – الا الامير الراحل الشيخ «جابر الاحمد»، فتوسط رئيس مجلس الامة السابق «جاسم الخرافي» والتقاه للحديث عن قسوة القرار وعما اذا كان هناك من مخرج لتخفيفه – على الاقل – الى تعطيل لعدة ايام مع غرامة مالية، لكن كرم الامير الراحل المعهود واصالة معدنه ظهرت – كما عودنا عليها طيلة سنوات حكمه – فكان امره بإلغاء قرار مجلس الوزراء واعتباره كأن لم يكن، وعدم سحب امتياز جريدة «السياسة» أو تعطيل «الوطن» لسنتين،.. فتبخرت احلامي بـ..«التشردق» على رمال.. البهاماس واكل ثمار جوز الهند!! ماذا جرى للشرطي في مخفر النزهة؟! تم القاء القبض عليه وتحويله الى الادارة العامة للمباحث الجنائية التي حققت معه واكتشفت انه اخذ صورة من «مرسوم اميري قديم منشور في جريدة الكويت اليوم الرسمية» ثم قام بإخفاء السطور الاصلية بالحبر الابيض وكتب فوقها – طباعة – قرار زيادة الرواتب للعسكريين وأرسله من هاتف فاكس صديق له داخل وزارة الدفاع! من هنا، التبس على الزملاء في «السياسة» ونشروه، لأن اسم ورقم وزارة الدفاع كان مطبوعا في اعلى الصفحة التي وصلت اليهم! نحن – وقعنا في الحفرة ذاتها – كوننا اعتقدنا ان الخبر صحيح لأن لا احد اعترض على فحواه، وارتأينا ان نضاعف من فرحة العسكريين في الجهات الثلاث ونؤكد لهم على.. الزيادة، فكانت النتيجة هي ما ذكرناه في السطور السابقة!! الاخواني «الحربش» و«مسيلمة» وبقية بلطجية «الا الدستور» امروا عشاقهم بتصوير ورقة صادرة عن رئاسة اركان القوات المسلحة في الجيش الكويتي – وبثها عبر شبكات التواصل – مكتوب فيها ان «الملحق العسكري الأردني في السفارة الاردنية يطلب اذن هبوط.. لطائرات» وحتى يؤكدوا أكاذيبهم حول وصول ستة عشر ألف عنصر أمن أردني إلى الكويت للتصدي لمظاهراتهم»!! يبدو ان شرطي مخفر «النزهة» عاد الى الظهور، لكنه – هذه المرة – جاء بصفته.. ضب الأمة!
٭٭٭
.. مغرد «دمه خفيف وسخريته لاذعة» كتب تغريدة يقول فيها:
.. وددت لو تشرح لي – بإيجاز – لماذا هناك 50 ولاية امريكية تجري فيها – حاليا – الانتخابات بكل هدوء وسلاسة، بينما نحن «ربع ولاية» من تلك الولايات و.. «نحوس حوسة العالمين»؟! سؤال ذكي اجابته عند.. «فداوية قطر» في الديوانيات الثلاث في الاندلس وقرطبة والخالدية!!
٭٭٭
.. ملايين الامريكيين توجهوا الى صناديق الاقتراع.. يوم امس! هل يملك اي امريكي اربعة اصوات، فينتخب «اوباما» و«رومني» و«بيتشارد» و«جوزيف»؟ ام لديه صوت واحد ليختار شخصا.. واحدا؟! لماذا يوافق «اوباما و«رومني» على «.. الصوت الواحد» ولا يقول: «نبي اربعة اصوات» و.. «امي – الحجية ام اوباما – ولدتني لهذا اليوم»؟! فيرد عليه «رومني» قائلا: «ويحك.. يا هذا ثكلتك امك ايها الديموقراطي الليبرالي الملحد يا من تضاجع خالتك، فإن امي – الحجية ام رومني – هي التي ولدتني لأجل هذا اليوم.. ايها الخال الاجلح والاملح»!!
٭٭٭
.. أتمنى على ما يسمى بـ «بالأغلبية» أن يقرأوا حكاية خمسة آلاف مواطن قطري من فرع الغفران» قبيلة «المرة» الذين عاشوا في الخيام داخل الصحاري بين العقارب والأفاعي بلا وطن ولا جواز سفر ولا جنسية ولا مدارس ولا مستشفيات، ويتذكرون المثل الشعبي المصري: «اللي مالوش خير في أهله، مالوش خير مع.. الغريب»!
٭٭٭
.. من روزنامة «العجيري»:
.. كن يا أخي رحيم القلب.. طاهره
يرحمك مولاك بل يؤنسك.. ايناسا!
.. ففي الصحيحين ما معناه.. متصلاً
لا يرحم الله من لايرحم.. الناسا!
فؤاد الهاشم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق