حسين الراوي: الأرواح الجميلة والباص الماشي

هذه الحياة طُبعت على نكد، ولا يدوم فيها فرح ولا تمتد بها الأيام السعيدة ولا تستقر على وجه واحد، إنها سُنة الله في الكون، وهي أقدار الله في خلقه، والدُنيا لها وجهان سعيد وشقي. «طُبعَت على كدرٍ وأنت تريدُها… صَفوًا من الأقذاء والأكدارِ». لكن الله تعالى خلق في هذه الدنيا أرواح جميلة، حينما نلقاها ونتعرف عليها أو نحتاجها في أمر ما، نجدها أرواحاً طيبة، تساعد وتُقدم وتهب وتسعى من أجلك ولو لم يوجد بينها وبينك أي سابق معرفة من ذي قبل. فنجد تلك الأرواح الجميلة تخفف عنا ما نجده من عوائق وصعوبات تواجهنا في الدنيا أين ما التقينا بهم، وبسبب نُبل أخلاقهم وحلاوة طِباعهم وعذوبة قلوبهم ننسى ما قد وقع على أكتافنا من أعباء الحياة.
*
الحافلة التي يركبها الناس من أجل تنقلاتهم من مكان لآخر نسميها بلهجتنا العامية (باص)، والباص الذي سأتكلم عنه هو «الباص الماشي» وهو حسي لا مادي، حيث ان هناك عددا كبيرا من الشعب الكويتي يركب ذلك الباص من دون أن يعرف إلى أين يتجه ذلك «الباص الماشي» أو في أي الطُرق سيسير، ولا يعرف أيضاً ما هي المحطات التي سيمر بها الباص الماشي!
الباص الماشي أيها القراء هي تلك القرارات والإشاعات الشعبية المسلوقة سلقاً، التي يمتطي صهوتها الكثير من أبناء الشعب من دون وعي وقناعة راسخة وتأكد! فالعديد مِنا اليوم وبسبب ما تمر به البلاد من أوضاع سياسية ساخنة، من دون أن يشعر يركب الباص الماشي بسذاجة كبيرة واستغلال من قِبل من انطلت عليهِ شعاراته وخطاباته وحركاته! يا شعب يا عالم يا ناس لا تركبوا الباص الماشي من دون أن تشعروا، وتتيقنوا من الأمور ولا تستعجلوا في اتباع من لا يستحق أن تتبعوه، ولا تتكلموا وتكرروا وتتناقشوا في الأقوال والحوارات والأخبار الكاذبة والمختلقة من أجل المصالح الشخصية.
roo7.net@gmail.com
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.