اثناء تنامي نشاط المطالبين بتنحية الشيخ ناصر المحمد، طرح موضوع الشباب والاشارة الى انهم الطامحون في التغيير والممهدون له. وقيل ان النواب و«السكاريب» من السياسيين ليسوا هم المسؤولين عن النشاط الشعبي المعارض للحكومة والمطالب بتغيير النهج السياسي لها، بل ان المسؤول والقائد لكل هذا الحراك، كما تم الزعم مرارا وتكرارا، هم الشباب.
على هذا الاساس تم طرح ضرورة تغيير الوجوه القديمة والتركيز على الشباب القادم، الذي يحمل آمال التغيير وقدراته. تم طرح هذا الامر بقوة في الانتخابات الى درجة ان الدكتور احمد الخطيب تبناه في معظم الندوات التي دُعي للحديث فيها، حتى على حساب محمد بوشهري وصالح الملا. لكن تبين مع الاسف ان التغيير كان موجها فقط ضد ممثلي الاتجاه الوطني ومرشحيه. وانه تم الدفع بالشباب «الصاعد» للحلول محلهم، في حين بقي التقليديون والمعتقون شكلا ومضمونا من فرقة ساحة الارادة في مناصبهم ومواقعهم الانتخابية.
نتيجة الانتخابات، كما هو واضح الان، افرزت تغييرا كبيرا وحقيقيا، واتت بوجوه جديدة، مرة ثانية على حساب الوجوه الوطنية، لكن لم تأت على الاطلاق بجديد في الطرح او العمل السياسي، اللهم الا مزيدا من المعاداة للاتجاه الديموقراطي وجرأة اكثر في التعدي على المبادئ الديموقراطية والمواد الدستورية. ليس في الحركة الشبابية المزعومة، كما تبين من النشاط الحالي لاغلبية مجلس الامة وللنواب «الشباب» الجدد، مثل المناور والداهوم والطريقي والبقية، ليس لها غير الطرح الديني التقليدي والمتزمت، وما ليس له علاقة لا بالشباب ولا بالمستقبل او حتى الزمن الحاضر.
تبين في النهاية، كما كان الامر من البداية، ان المطلوب هو تغيير رئيس الحكومة وبس، وان الهدف الوحيد لكل ردح ساحة الارادة هو اقصاء الشيخ ناصر المحمد عن رئاسة الحكومة. عندما تم هذا، اختفت دعوات التغيير، والمطالبة بنهج جديد وحكومة جديدة. وقبل المعارضون الجدد بكل شيء، بالحكومة القديمة وبالوزراء القدامى وبنائب رئيس مجلس الوزراء رئيسا لها!.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق