
شددت النائبة السابقة مرشحة الدائرة الثانية د.سلوى الجسار على ضرورة تحكيم صوت العقل والحكمة حتى نخرج من تلك الازمة التي تحيينا في حالة تأزيم غير مسبوقة، تأتي في اصعب مرحلة من تاريخ الكويت، لدرجة انها غيمت على المشهد السياسي، بلغة التخوين، والتشكيك في الولاء، التي سادت على الادب في الحوار والاختلاف، وانتقلت شظاياها للجميع حتى الاطفال!
ورفضت الجسار – في حوارها ببرنامج «الطريق الى المجلس – رفضا باتا التطاول على مسند الامارة، والمحاولات التي تسلكها المعارضة و«الاغلبية» لتجهيل شعبنا وتقسيمه بالضغط، والغصب ما بين مؤيد ومعارض لإفشال الانتخابات وتحريضهم على الامتناع عن التوجه لصناديق الاقتراع، في مظهر غير حضاري على الاطلاق، وبعيد عن الممارسة النيابية السلمية التي تقوم على الديموقراطية، والحرية، واحترام الرأي الآخر، وقالت: «الحمد لله ان حكم الدستورية اطلق رصاص الرحمة على مجلس 2012».
وشنت الجسار هجوما على المعارضة واقطابها بسبب لجوئهم الى استغلال الشباب في مسيرات ومظاهرات لأجل اجندات خارجية ومصالح خاصة بهم فقط، وليس من اجل صالح البلد والشعب، ولم يكتفوا بذلك بل خرجوا الى العالم عبر وسائل الاعلام الخارجية ليظهروا الديرة وكأنها مضطربة، مؤكدا ان ارتفاع سقف خطابهم ادخلهم في حالة من الانشقاقات والانقسامات اسقطت مبادراتهم، حتى صاروا «متوهقين».
وطالبت الجسار- خلال الحوار- التيار الليبرالي بالكف عن المقاطعة لأن لهم إرثاً برلمانياً مشرفاً لا يليق به هذا المسلك، ووجهت لهم رسالة محددة: «لماذا المقاطعة؟ اخطوا خطوة وطنية وشاركوا، ونافسوا»، وفي الوقت نفسه دعت الشباب لأن يجاهد من أجل التعبير عن صوته بقوة، متمنين أن يتصدر الصفوف الأمامية، لكن بأسلوب متحضر راق، بعيداً عن المشاركة في مسيرات أو احتجاجات.. ومع مزيد من التفاصيل في السطور التالية:
تحدثت الجسار في البداية عن المشهد السياسي الحالي، فقالت: «الاضطرابات السياسية بدأت منذ حصول المرأة على حقها السياسي في العام 2005، وبادرت مجموعة من النساء في الترشح لمجلس 2006، ثم خضت تجربة الترشح في العام 2008، ودخلت قبة البرلمان، ولكن المشهد السياسي الآن غير مستقر، وبرزت ممارسات غريبة في طريقة التعبير، وتدني لغة الحوار، ورفع سقف الخطاب السياسي، والاعتصامات، والمسيرات، حتى وصلت إلى حضرة صاحب السمو، فالبلد ضاعت إلا!! وكل هذا يؤكد أننا نعيش حالة تأزيم غير عادية، وبالتالي فنحن أمام مرحلة صعبة في تاريخ الكويت، والأزمة الحالية من أشد الأزمات، وحتى الآن الدستور يحمي الدولة، ومؤسساتها في حالة تماسك».
ونفت الجسار أن يكون ارتفاع سقف الخطاب نتيجة الحرية، والتعبير عن الرأي، مشددة على أن التعبير عن الرأي، يأتي وفق الدستور والقانون، وليس بالتشكيك، والتخوين، والتطاول على مسند الإمارة، والاتهامات، مشيرة إلى أن المعارضة تحاول تجهيل الشعب الكويتي، وتقسيم آراء الشارع نحو الانتخابات المقبلة، ما بين معارضة ومؤيدة.
رصاصة الرحمة!
وأكدت الجسار أن تغيير قانون الانتخابات إلى الصوت الواحد لم يصدر لاستبعاد المعارضة، قائلة: هل «مجلس الأمة الجديد لن يأتي والانتخابات لا تكون صحيحة ولا دستورية إلا عندما يدخلون ويشاركون؟!.. هذا كلام غير مقبول، والحمدلله أن حكم الدستورية أسقط مجلس 2012، وأطلق رصاصة رحمة على الجميع، لأن المعارضة وكتلة الأغلبية حاولت أن تسيطر على السلطة التشريعية وكل أجهزة الحكومة، التي فتحت الباب على مصراعيه وفرشت السجاد الأحمر لـ«الأغلبية»!، وأول مرة أشوف معارضة تتفق مع الحكومة وتهمل العمل الرقابي من أجل تمرير المعاملات، ما يؤكد أن الممارسة البرلمانية انحرفت عن مسارها الصحيح».
وأضافت الجسار: «التعيينات التي حدثت في الحكومة بعيدة عن القانون، وتعد واضح وصريح على كل اللوائح، فمجلس الأمة يتمتع بلوائح داخلية يجب أن تحترم، وأن يعاد النظر في تلك اللوائح، فممارسات مجلس 2012 لم تختلف عن مجلس 2009».
شهر عسل!
وأكدت الجسار أن أداء الحكومة لم يكن على مستوى طموح المواطن الكويتي، خاصة أنها من أكثر الحكومات التي واجهت العديد من الأزمات، فضلا عن العلاقة السياسية بين اعضاء الحكومة، وارتباطها الوثيق بالمعارضة بشكل غير عادي، الذي ظهر جليا – من وجهة نظرها- في وزارة الصحة، والعدل، والداخلية، وقالت: «وزير الصحة قام بتصفية سياسية لجميع القيادات، وقضية العلاج بالخارج، وموضوع مدير بنك التسليف والادخار، ومدير عام هيئة الرعاية السكنية، فعندما يأتي اجراء حكومي مخالف للقوانين واللوائح فهذه مصيبة، أضف إلى ذلك جميع نواب الحركة الدستورية وجهوا أسئلة برلمانية لجاسم التمار مدير عام هيئة شؤون ذوي الاعاقة انتقاما من سلوى الجسار!».
ووصفت الجسار مطالبة نواب الازمات برحيل الحكومة، في وقت فتحت لهم الحكومة فيه ابواب وزاراتها، بأنها تكتيك سياسي، لكي تبعد الحكومة عنها الحرج السياسي، وقضية الاستجوابات، وتدخل في شهر عسل دائم مع «الاغلبية»، مؤكدة ان الحكومة كانت في «حالة تسليم» لبعض اعضاء كتلة «الاغلبية».
بالأسلوب الحضاري
ونفت الجسار ان تكون التجمعات، والتظاهرات، والمسيرات حراكا شبابيا وطنيا، متمنية ان يأخذ الشباب فرصته، ويتصدر الصفوف الامامية، ويمارس حرية الرأي، كما كفلها الدستور ولكن بأسلوب حضاري، لافتة الى ان هناك من ينظم المسيرات ويتصدر المقدمة، ويستغل هؤلاء الشباب، لأجل اجندات خارجية.
ودللت الجسار على كلامها بارتفاع سقف الخطاب السياسي الذي لم يتوقف عند المجلس، والانتخابات، والحكومة ورئيسها، انما طالبوا بحكومة شعبية، وقالت مستغربة: «كيف اؤمن بحكومة شعبية في ظل هذه الممارسة؟!، بل انهم طالبوا بإمارة دستورية، وبالتالي لم يكن هدفهم حل المجلس، وتغيير الحكومة، انما تغيير النظام العام للدولة، ثم لجأ هؤلاء الى وسائل الاعلام الخارجية ليظهروا للعالم ان الكويت بها اضطرابات سياسية، وبها حالة من عدم الاستقرار السياسي، ليكسبوا التأييد الخارجي لما يقومون به في الكويت من مسيرات، وتظاهرات، وتنفيذ اجنداتهم الخاصة، ولكن اذا كانت المعارضة لديها نية في تعديل الدستور، فلماذا لم يتقدموا بمقترحاتهم في المجالس السابقة؟!.. لماذا خرجوا في الاعتصامات والمسيرات عقب الربيع العربي، بحجة انها مسيرات سلمية؟!»، مشددة على ان المسيرات ما هي الا جزء من تنفيذ اجندات واضحة ومعلنة.
إفلاس سياسي
ورفضت الجسار مبررات ان المعارضين يخوضون الانتخابات احتجاجا على الصوت الواحد، قائلة: «اذا لم يدخلوا الانتخابات على آلية الصوت الواحد، فسيضيِّعون فرصة تاريخية لوجود احكام قضائية عليهم في اقتحام مجلس الامة»، مؤكدة ان الآلية الجديدة ستقصي اغلبية «الاغلبية» من الوصول الى البرلمان، وبالتالي لن يشكلوا اغلبية نيابية كما في المجلس المنحل، وسيفقدون القاعدة النيابية التي يرتكزون عليها، وسيعودون الى المربع الاول.
واضافت: «انا لا اعترف بالاعداد المشاركة في التظاهرات والمسيرات، واذا كانت الاعداد كما يدعون فلماذا لم يرشحوا انفسهم؟! فلو فعلوا هذا لحصلوا على الاغلبية في المجلس المقبل وفق اعدادهم التي يدعونها، ولكن هؤلاء لم يخوضوا الانتخابات لأن ثلاثة ارباعهم لن يفوزوا في ظل الصوت الواحد، فهم يشعرون بحالة افلاس سياسي».
واشارت الجسار الى ان الصوت الواحد هو اساس العمل الانتخابي في جميع دول العالم، منتقدة من يرفض مرسوم الضرورة بتغيير قانون الانتخابات، متساءلة في الوقت نفسه عن اسباب عدم طرح قانون الانتخابات للمناقشة في المجالس السابقة؟!. وقالت: «نظام الاصوات الاربعة كان يخدم كتلة الاغلبية في الهيمنة على السلطة التشريعية، وبالتالي الصوت الواحد سيقضي على العديد من السلبيات، ويعطي فرصة اكبر للاقليات بعد ان كانت محدودة، نتيجة للتحالفات والتربيطات، والتبادلات، التي اضاعت فرصة المرأة في دخولها البرلمان السابق.
إنجازات المرأة
وأضافت: «المرأة أنجزت العديد من القوانين، ومشاريع القوانين داخل مجلس الامة لمصلحة المرأة، منها قوانين في مجال الخدمة المدنية، وزيادة اجازة الوضع، ومرافقة ابنها المريض داخل المستشفى، ومرافقة زوجها اذا كان في بعثة، وقوانين الرعاية السكنية.. فأين حقوق المرأة في المجالس السابقة؟! لقد حققنا انجازات للمرأة في مجلس 2009 تفوق ما هو موجود في الدول المتقدمة في حين طوال اربعة اشهر في مجلس 2012 لم يناقش نائب اي حق من حقوق المرأة».
«متوهقين»
وحول ما يثار عن نجاح المقاطعة، قالت: «قرار المقاطعة لم اتتدخل به لانه رغبتهم، ولكن المعارضة «متوهقين»، لان جميع المبادرات، والمطالبات سقطت، فهؤلاء اول ما بدأوا ينزلون في تجمعات بساحة الارادة، كان جميع اقطاب المعارضة موجودين، ولم يتخلف احد عن المشاركة، ولكن عندما بدأ يرتفع سقف الخطاب السياسي، ويدخل في لغة غير حضارية وغير مؤدبة، حدث نوع من الانشقاقات والخلافات من الداخل، واعترض البعض على لغة الخطاب، وبالتالي تراجعت اعدادهم، ولم نرهم في الصفوف الامامية كما كان في السابق، وتركوا الشباب في المقدمة، لانهم يعلمون جيدا ان الحكومة جادة في تطبيق القانون، خاصة بعد خطاب حضرة صاحب السمو».
خطوة لابد منها
وكشفت الجسار عن ان التيار الليبرالي له ارث مشرف، وقدم العديد من الانجازات لكنها تفاجأت بعزوفه عن المشاركة في العملية الانتخابية، متمنية منهم ان يأخذوا خطوة وطنية، ويحترم الدستور بعدم الضغط على المواطنين لعدم الذهاب الى صناديق الاقتراع».
العقل والحكمة
واختتمت الجسار حديثها، قائلة: «انا متأثرة جدا بما آل اليه المشهد السياسي، وشظاياه التي انتقلت الى الشباب والاطفال، واتمنى من الجميع ان يتجردوا من حالة الاختلاف، ونتفق على انه في الاختلاف ادب فإذا اختلفت معك لا تلغي رأيي، ولا تتهمني، ولا تشكك في ولائي فنحن الآن امام مسؤولية كبيرة وخطيرة، يجب ان نتفق ونعطي فرصة لصوت العقل والحكمة حتى نمر من هذه الازمة، التي سنخرج منها بالانتخابات المقبلة، لننقذ ما تبقى من الكويت، لذلك ادعو المواطنين، والمواطنات لان يشاركوا في العملية الانتخابية، ويختاروا بين المرشحين بحيادية وموضوعية وأوصلوا من تجدون فيه الكفاءة، والوطنية، والموضوعية من اجل الكويت».
وأضافت: اريد ان اوجه كلمة للمعارضين ان يبقوا دائما اخواننا ومواطنين، لقد اوصلتم رأيكم ورسالتكم ولكن يجب ان نعطي الآخرين فرصة، وألا يختزل المشهد السياسي والبرلماني فيكم فقط، يجب ان نتوقف الآن، ونضع ايدينا معا من اجل مصلحة الديرة».
قم بكتابة اول تعليق