المشهد السياسي في مجلس الامة بدا وكأنه يعيد نفسه، وان كان بشخصيات جديدة.
فالتعامل مع الحكومة ليس له طريق الا الاستجوابات المكررة، وكأن العمل النيابي لا يملك وسائل مراقبة وتعاون اخرى.
اصل العمل البرلماني هو التعاون بين السلطتين، وفي بعض الدول الديموقراطية تكون الحكومة جزءاً من الاغلبية، وبالتالي يتحدان ويعملان معاً لتحقيق المكاسب التي ينتظرها الشعب منهم.
أمّا هنا، فإن النواب، وهم اغلبية، يمارسون دورهم كما كانوا في الاقلية، وبالتالي فإن دورهم الاساسي نسوه وسيمر الوقت سريعا من دون انجاز يذكر.
الانجاز البرلماني لا يعتمد فقط على اصدار القوانين، التي لن تطبق بالكامل ان لم تكن هناك قناعة كاملة من السلطتين، فالعديد من القوانين ليس لها اثر يذكر، فقانون النظافة على سبيل المثال لا يطبق، وكذلك قانون ربط الحزام في السيارة، وقانون عدم التدخين في الاماكن العامة، وقانون عدم الوقوف في اماكن ذوي الاحتياجات الخاصة، وكل ذلك مساءل عنه المجلس من خلال متابعته ومحاسبته الحكومة عن عدم تطبيق ذلك.
تكرار سيناريو المجلس السابق لن يجدي نفعاً، خصوصاً ان الاغلبية الحالية ستكون هي المسؤولة الاولى سياسيا عن عدم نجاح هذا المجلس الذي تملك فيه حوالي 35 نائباً.
من الواضح ان بعض النواب لديهم اولويات هامشية يحاولون فرضها على الآخرين وبعض النواب سيلجأون الى الاستجوابات في كل صغيرة وكبيرة الى ان تفقد آلية الاستجواب دورها المرسوم دستورياً.
***
التحذير الذي قدمه الكاتب الالماني غونتر غراس من ان اسرائيل التي تتحول الى قوة نووية بشكل تدريجي ستهدد السلام العالمي الركيك، تحذير مهم يصدر من رجل حاصل على جائزة نوبل للآداب وهو في اواخر العمر، لذلك فإنه اخيراً قال هذا التحذير.
والأبلغ قوله انه يشعر بالذنب لانه صمت حيال هذا الخطر طوال هذه الفترة.
هذا شخص ألماني شجاع بينما نجد في بلادنا العربية من يدافع عن الكيان الصهيوني!
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق