صلاح الساير: المشاطعون

تتجلى «المثالية السلبية» فيمن يقف ضد المشاركة في الانتخابات وضد المقاطعين لها في آن واحد، وذلك بحجة رفض الانقسام والنزاعات والتأزيم وفوضى بعض المقاطعين وكذلك رفض الممارسات الخاطئة والفاشلة للمجالس النيابية والحكومات السابقة، وكأن المواطنين الذين سوف يمارسون حقهم الدستوري بالتصويت يوم الاقتراع راضون عن تلك الممارسات والأخطاء والتأزيم والفوضى.
هذه المثالية السلبية التي ترفض الواقع السياسي المشوه تسهم، للأسف، في استمراريته حين لا تتحرك لتغييره، ذلك أن الامتناع عن التصويت في الانتخابات مقاطعة أكيدة تحرم الوطن من المشاركة الإيجابية لهؤلاء المواطنين الذين وقعوا، من دون علمهم، في فخ «المشاطعة» الحائرة بين المشاركة والمقاطعة والتي قد تكون مقبولة في الماضي قبل ولادة الفرصة الذهبية المتمثلة في تقليص عدد الأصوات.

نعم، في الماضي كان الكثير من المواطنين الرافضين للواقع السياسي المتدهور في البلاد يمارسون المثالية السلبية وقت كانوا يعزفون عن المشاركة في الانتخابات ليأسهم وعجزهم عن التغيير الإيجابي، وبالطبع كانوا معذورين، أما اليوم وبعد المستجدات الأخيرة فإن هذه المثالية تحولت إلى «موقف» سلبي يائس يذبح الأمل الطالع في هذه المرحلة الراهنة التي تذكرنا بقول الشاعر نزار قباني «إني خيرتُكِ فاختاري .. اختاري الحب أو اللاحب .. فجبنٌ ألا تختاري .. لا توجد منطقة وسطى .. ما بين الجنةِ والنارِ».

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.