تميزت الحملة الانتخابية للمرشحين هذا العام بالفتور، وذلك بعكس أجواء الحملات السابقة، وقد يرجع ذلك لعدة أسباب:
1 – انسحاب مجموعة من النواب السابقين، والسياسيين من الترشح، مقاطعة منهم لهذه الانتخابات، وكان منهم كثير من الذين يؤسسون حملاتهم الانتخابية على قضايا «مثيرة للجدل»، ويطرحونها بشكل حاد، فيوجهون الاتهامات «يمنة ويسرة»، مما يخلق أجواء «إثارة» كبيرة، ويجعل الناس يرددون اتهاماتهم عدة مرات، مما يخلق جواً مشحوناً من المفاجآت.
2 – دخول مجموعة جديدة من المرشحين الجدد، وهم من أصحاب «الصوت الهادئ»، والطرح غير المتشنج، وبالتالي فإن حملتهم كانت هادئة من دون إثارة قضايا قد لا يمكن الدفاع عنها مستقبلاً.
3 – دخول موسم محرم الحرام وعاشوراء، مما جنب كثيرا من المرشحين إقامة ندواتهم في هذه الفترة، وتأجيلها الى ما بعد يوم عاشوراء، وهذا جعل كثيرا من المرشحين يقتصر دورهم على زيارة المجالس الحسينية، بدلاً من إقامة الندوات العامة.
4 – استخدام وسائل الاتصال الحديثة وبالأخص «تويتر» و«الواتس اب» و«الفيسبوك»، التي جذبت شريحة الشباب للبحث عن مرشحهم من خلال التقائه معهم من خلالها، وتبادل الحوار والأسئلة والأفلام الدعائية للمرشحين، وأصبح المتابعون للمرشح من خلال هذه الوسائل أكثر عدة مرات من حضور ندوة أو محاضرة عامة.
5 – إعلانات التلفزيون صار لها أهمية كبيرة، خصوصا من خلال تكرارها والتركيز على أهم متبنيات المرشح، من خلال عبارات بسيطة ومعان كبيرة، وكذلك الحوارات التلفزيونية السياسية التي يتابعها الناس وهم في بيوتهم، من دون الحاجة الى العناء أو الخروج الى مقار المرشحين.
6 – الهاتف المحمول الشخصي، صار وسيلة مهمة للتواصل بين المرشحين والناخبين من خلال الرسائل المكتوبة السريعة، والتي لا تتطلب أي جهد من الطرفين.
على كل، فإن لكل حملة انتخابية «ظروفها وشخوصها»، وبالتالي أساليبها وأدواتها التي تستخدمها في كل فترة.
• • •
(*) ترخيص وزارة الداخلية للمسيرة التي طلبها بعض المواطنين قد يكون مؤشراً لانخفاض حالة التوتر في البلاد، فهي فرصة لأن يعبر الناس عن رأيهم بأسلوب مدني هادئ، ولفترة زمنية محددة، وفرصة لإظهار الحكومة بمظهر التعامل مع الأحداث وفقاً للأسلوب المتحضر، وبالسماح لكل الأطراف بطرح رأيها والتعبير عنه، وبالتالي قد يكون السماح لهذه المسيرة يقابله الامتناع عن المشاكسة أثناء الانتخابات، وتكون الحكومة قد حققت هدفين في وقت واحد، وهكذا نسجل نحن أهل الكويت سوابق عربية لاحترام القانون واحترام الرأي والرأي الآخر، من خلال الممارسات الدستورية والقانونية المتحضرة، بعيداً عن الشارع غير المنضبط.
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق