عبداللطيف الدعيج: متخلفون وزيادة

بعض الاخوة المواطنين ممتعض من وصف «متخلف» الذي اطلقته او عممته على كل من سيقاطع الانتخابات. انا من وجهة نظري، المشاركة في الانتخابات هي خطوة الى الامام وانتصار لصاحب السمو في مواجهة مجاميع التخلف التي تحاول الابقاء على الاوضاع على ما هي عليه. لذا فان قاطعت روزا لوكسمبورغ او امتنع تشي غيفارا عن التصويت فان الاثنين عندي ينضمان الى معسكر التخلف، بغض النظر عن تاريخهما وتضحيتهما النضالية. ربما اكون غلطان.. ولكن من الآن والى 2012/12/1 ستبقى الكويت في نظري معسكرين: معسكر المقاطعين المتخلف، ومعسكر التقدميين المشارك. انا من وجهة نظر معظم المقاطعين كاتب السلطة والقبيض الجديد.. لا والوطني المستجد. ليس عندي مانع على الاطلاق ما دام الامر قولا وفي حدود التعبير عن الرأي، ولدي قناعة ان الايام ستثبت من هو الصح ومن هو على خطأ، الامل ان يتم هذا بلا تضحيات او حتى معاناة.

مرة ثانية، ليس هناك محل وسط، فانت مع صاحب السمو، او مع مجاميع التخلف، مع السلطة او مع جماعة المقاطعة، حتى الذي يفكر ان «يقط» ورقة بيضاء سيصبح، شاء ام ابى مشاركا، ومن سيقعد في بيته من دون ان يساهم في شيء سيبقى مقاطعا، كل من رضي بان يبقى اسمه في الجداول الانتخابية مجبر على ان يقف مع الانتخاب او ضده، ولا اعتقد ان هناك حاليا فرصة للشطب من الجداول.. اي لا مفر.

قبل ان تصدر المحكمة الدستورية حكمها التاريخي بابطال مجلس 2012 لم يكن لما يسمى بالتقدميين او بالقوى الوطنية الديموقراطية خلاف او تناقض رئيسي مع النظام. ولم يكن بينها وبين مجاميع التخلف اي التقاء. حتى في الموقف من الحكومة ومن رئاسة الشيخ ناصر لمجلس الوزراء، ثم من تهمة القبيضة لم يكن هناك اي لقاء او اتفاق مشترك بين القوى الوطنية الديموقراطية ومجاميع التخلف القبلي الديني. في واقع الامر، فانه حتى بعد صدور مرسوم تعديل آلية التصويت لم يكن هناك لقاء او اتفاق بين القوى الوطنية ومجاميع التخلف، ولم يكن بينها وبين النظام او صاحب السمو جفاء او قطع علاقة، فقد ظلت هذه القوى تلتقي صاحب السمو حتى بعد صدور مرسوم التعديل. الاتفاق او الانضمام الرسمي للقوى الوطنية لمجاميع التخلف جاء بعد ان استقبل الدكتور الخطيب في ديوانيته – على قولته – جماعة المقاطعة، واشتركت، او، في حقيقة الامر، انضوت القوى الوطنية في ساحة الطليعة تحت راية التخلف. من حقهم ان ينفوا من هني الى باكر.. في نظري وحسب مشاهدتي – ولو من بعد- كانوا منضوين وكانوا مصطفين تحت راية التخلف.. لذا هم متخلفون… ولا يسامحوني.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.