جرت العادة بأن أي طرف أو كيان سياسي يناور ويضغط، لكنه في النهاية يترك الباب مواربا، أي يترك خط رجعة ومجالا للتراجع والتفاوض، تحسبا لأي تغيير أكبر من حراكه، الا عندنا، ما شاء الله على معارضتنا، رايحين دعوم بالطوفة، على قولة اخواننا الفلسطينيين «يا بطخه يا بكسر مخه»، يعني يا هالمركب يا ما أركب. سؤالي للعقلاء الموجودين في الفريق المعارض.. ماذا لو، وأكررها ماذا لو أكدت الدستورية شرعية مرسوم الصوت الواحد، وأنجزت الانتخابات، وسارت بنجاح ونسبة مقبولة، وتم تشكيل مجلس شرعي، وبدأ ينجز ويقدم للمواطن الكويتي البسيط طموحاته، وبدأت عجلة التنمية الفعلية تدور والاقتصاد ينتعش؟ كيف ستعودون وبأي حجة، بعد أن حرقتم كل المراكب وقطعتم كل الطرق والسبل، وما الذريعة التي ستوردونها للناس ان جرت الانتخابات التي تليها أيضا بالصوت الواحد من دون تغيير؟
الإخوان أصحاب المواقف الراقية نعم أقل ما يقال عن اعتراضهم أنه اعتراض راق، كموقف وتصريح الأخ المهندس مرزوق الغانم، لأنه لم يهاجم ولم يخوِّن ولم يطعن بالرأي الآخر، بل أبدى أسبابه التي دفعت به للمقاطعة والاعتراض من خلال الأدوات القانونية الدستورية، وليس من خلال الدعوة لفوضى الشارع، مؤكدا احترامه وانتظاره لحكم الدستورية، مثل هذه المواقف نقدرها ونجلها. أما الباقون فأعلم بأنكم لا تملكون الا الحلول العنترية والمصادمات وتعريض أبناء الناس للهلاك، والاصرار على كسر القانون والنيل من هيبة الدولة، لكننا نبشر هذه الجماهير التي خرجت بصدق، وعلى سجيتها باننا نملك الحل في «رؤية» لرأب الصدع وتنفيس الاحتقان، وانتظروا المقبل من الأيام.. ودمتم.
قيس عبد الله دهراب
@Tashaja3
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق