المقاطعون على أشكالهم يهددون ويتوعّدون ــــ خصوصا جماعة المنبر ــــ بما بعد الأول من ديسمبر. نصيحتنا لمن نعلم أنه لن يتقبّل النصيحة أن «سفطوا فنايلكم»، فقد انتهى الدوري بالنسبة لكم. مقاطعتكم للانتخابات أو انسحابكم منها كان بمنزلة انسحاب من الدوري. تخليتم -طواعية وبسذاجة غير قابلة للتفسير- عن دوركم وحقوقكم، بل عن مسؤوليتكم الوطنية والتاريخية. والا، بذمتكم، هل من المعقول أن ترفضوا الانفتاح وفرص تجاوز الانغلاق والتزمّت، وتستبدلوا كل هذا بالانضواء تحت رايات التخلف والتطرّف والإقصاء الديني والقبلي؟ كيف لعاقل، وشخص مسؤول وطنيا وتاريخيا ان يرفض الفرصة التاريخية التي وفرها له صاحب السمو الأمير؟!.. سفطوا الفنايل.. فكل نشاطكم كان محصورا في الانتخابات، مقاطعتها أنهت وجودكم، ولم يبق لكم دور تؤدونه.
فوق جراحكم سنذر بعض الملح، فآخر أخبار المشاركة، لأن المقاطعة ليس لها حس ولا رس، أن مشاركة المناطق الداخلية قد ارتفعت، وهناك من يؤكد أنها فوق المتوقع، من حتى المتشائمين، اي انها ستتعدى الستين في المائة، وهي النسبة المعتادة في كل انتخابات. كما أن هناك من يؤكد أن الدائرتين الرابعة والخامسة قد تحمل نتائجهما الانتخابية مفاجآت قد تكون مذهلة وغير متوقعة على الإطلاق. بالعربي لن تواجهوا بعد 12/1 سلطة معزولة شعبيا، وبلا دعم «شرعي» حقيقي كما تحلمون. بل ستواجهون شعبا استجاب لأميره، وبلدا متلهفا على كل ما تعارضون، ومتطلعا لكل ما تمنعون، وعطشا لكل ما حرمتموه منه في سنوات الردة السابقة.
سفطوا فنايلكم، فشروط الدوري عندنا اختلفت، ولن نسمح نحن الشعب لمن قاطع بالعودة للملعب. وعلي الراشد كان غلطان يوم قال ستعودون لانتخابات الصوت الواحد.. لأ، راحت عليكم، سفطوا فنايلكم، لأننا سنقاطع من قاطع، وسنعمل على إنشاء أحزاب ديموقراطية حقيقية، تملأ الفراغ الذي استحدثه غيابكم. أحزاب تقطع العلاقة نهائيا مع مجاميع التخلف وكل من تصدى لخطوات ومشاريع الانفتاح والتنمية، وتدافع عن النظام والسلطة، عن نظامنا الديموقراطي الذي شوّهته ممارساتكم، وعن سلطتنا الشعبية التي اغتصبتها عقائدكم، وسيكون الشعب -وليس العقائد أو المصالح- هو صاحب السيادة المطلقة.. كل الكويتيين، أقلية او اكثرية، سيملكون هذه السيادة، كل كويتي سيحكم، وكل كويتي سيقرر، وكل كويتي سيملي حقوقه ووجوده ديموقراطيا على الغير، لن يقصى أحد، ولن تضطِهد الاغلبية أحدا ولن يشعر كويتي، مهما كان لونه او جنسه او عرقه او مذهبه، بالنقص او العجز بعد الأول من ديسمبر.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق