غداً هو السبت 2012/12/1، غداً يوم آخر، لا نكتب شعارات، بل واقع سياسي يجب أن نعمل على تحقيقه على مسرح الأحداث، فالبلد مر بفترة مخاض عسير، على أثره سيقاطع بعضهم وسيشارك بعضهم الآخر.
كل ما نطلبه هو تحكيم صوت العقل، والالتزام بالدستور والقانون، وليعلم من زجّ الشباب بعدة قضايا، أن التعرّض للمشاركين عند مقار الانتخابات فعل مجرّم وفق قانون الانتخابات، وهناك عقوبات رادعة تنتظر من يفعل فعلا كهذا، الشباب «فيهم اللي مكفيهم»، عن نفسي قطعا سأشارك، لأن البديل سيئ جداً، سأشارك لأساهم في انتخابات نواب جدد، نرى معهم ضوءا في آخر النفق، ولأن جماعة المقاطعة وإلا الدستور هم المتسببون الرئيسيون في الوضع الذي نمر فيه.
فلنتذكر من أوقف تطوير حقول الشمال وحجم الخسائر التي لحقت بالبلد جراء هذا الإيقاف، ولنتذكر إيقاف المصفاة الرابعة، والداو كميكال، والغرامة التي سندفعها، لنتذكر من أوصل الخطوط الجوية الكويتية إلى هذه المرحلة، ومن أوقف تجديد الأسطول، ولنتذكر من أنشأ اللجنة الإسكانية ليزيد سنوات الانتظار عند الشباب للحصول على الرعاية الإسكانية، ولنتذكر من شرّع قانون B.O.T سيئ الذكر، الذي هجّر المستثمرين من البلاد، ولنتذكر من حارب الإبداع والثقافة.
لكل ما سبق سأذهب غداً إلى صناديق الاقتراع، لأساهم في انتخاب مجلس جديد، يعيد النقاش السياسي إلى المؤسسات، بدل التنقل به من ساحة إلى ساحة، ومن شارع إلى شارع، مجلس يعيد الاعتبار إلى الثقافة وإلى أيامنا الذهبية في الرياضة والفن، مجلس يعيد المستثمر إلى الكويت، بعد سنوات الغربة، مجلس يساهم في تجريد البلد من ثقافة الشك التي انتشرت بشكل مخيف، جعلت أي قيادي في القطاع الخاص أو العام متهماً حتى يثبت العكس، مع العلم أن هذا هو الاستثناء وليس القاعدة.
مجلس يؤسس لمرحلة تسامح اجتماعي، بدل التناحر، مجلس يدين التهجّم على كل الشرائح الاجتماعية، فلا يغضب لاستهداف شريحة، ويصمت صمت أهل القبور لاستهداف أخرى.
مجلس يعمل على أن البلد أكبر من مجلس ومقعد أخضر فيه، ومطرقة تدير جلساته.
لعل طرح هذه القضايا يعتبر نوعا من أنواع السذاجة السياسية، لكننا نؤكد أن الوقت يمر، ومازلنا كما ذكرنا سابقاً نلعب في الوقت الضائع، فإما تسجيل هدف، وإما «لا طبنا ولا غدا الشر».
والشر سيذهب بعيداً، لأننا سنذهب غداً لنأتي بغد أفضل.
فهل وصلت الرسالة؟
آمل ذلك.
قيسى الأسطى
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق