قال المبعوث الخاص للامم المتحدة للعراق مارتن كوبلر ان استعادة الثقة بين العراق والكويت أمر ضروري لاحراز تقدم في تطوير علاقاتهما الثنائية وحل القضايا العالقة بينهما فيما أعرب السفير العراقي عن أمله في أن تؤدي زيارة رئيس الوزراء الكويتي سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح حفظه الله الى العراق الشهر المقبل الى “إطلاق العلاقات الكويتية – العراقية الجديدة على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.
وقدم كوبلر تقريرا لمجلس الأمن الدولي بشأن عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) التي يترأسها قال فيه ان العراق جدد في وقت سابق من هذا العام “التزامه بالوفاء بالتزاماته المتبقية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وتحسين علاقاته الثنائية مع الكويت”.
وأكد كوبلر أنه مع ذلك “سيعتمد التقدم (في هذا الخصوص) على استعادة الثقة بين الجانبين” مشيرا الى أنه عقد اجتماعات في كلا البلدين ليرى كيف يمكن للأمم المتحدة أن تساهم في حل القضايا العالقة وانه “متشجع بالالتزام القوي” لتطبيع العلاقات بين البلدين والذي أعرب عنه على أعلى المستويات.
وأضاف “يحدوني أمل كبير في أن يتحرك كلا البلدين الآن بسرعة وأنه يمكنهما أن يعولا على الأمم المتحدة في هذا الصدد”.
وأبلغ كوبلر مجلس الأمن أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اتصل به في وقت سابق اليوم ليؤكد له أن بغداد “رشحت اليوم أسماء (خبراء) الفريق الفني لمشروع صيانة الحدود وأن الحكومة (العراقية) ستبدأ على الفور في تحديث قائمة المزارعين أصحاب الحق في التعويض”.
وأضاف أن الاجتماع مع المزارعين سيعقد في أقرب وقت ممكن فيما رحب كوبلر بهذه الخطوات داعيا الحكومة العراقية “لبدء العمل في مشروع صيانة الحدود دون مزيد من التأخير”.
وناشد كوبلر الحكومة العراقية الى “مواصلة إثبات حسن النية اللازمة لتنفيذ التزامات العراق المعلقة الأخرى لاسيما الأشخاص والممتلكات المفقودة” معتبرا أن التزام العراق بالوفاء بهذه الالتزامات “سيفضي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين” حسب تعبيره.
كما دعا كوبلر حكومة الكويت إلى “مواصلة العمل بروح المرونة والمعاملة بالمثل كما أظهرت ذلك في وقت سابق هذا العام من خلال الزيارات المتبادلة من سمو الأمير ورئيس الوزراء (العراقي”.
وأعرب كوبلر عن “الأمل في أن تساهم موافقة الكويت على إلغاء الدعاوى القضائية ضد شركة الخطوط الجوية العراقية وعلى حقوق الملاحة في الممر المائي (خور عبدالله) في تحسين العلاقات بين البلدين الجارين”.
من جهته أكد السفير العراقي حامد البياتي لمجلس الأمن أن العلاقات العراقية – الكويتية شهدت “تطورات إيجابية وخطوات ملموسة نحو إنجاز التزامات العراق الدولية المتبقية وتسوية القضايا العالقة” المتعلقة بقرارات الفصل السابع الناجمة عن غزو صدام للكويت في العام 1990 و”نحو إرساء أسس التعاون بين البلدين”.
وأوضح أنه من بين “التطورات الإيجابية أنه من المتوقع أن يقوم رئيس وزراء الكويت الشيخ جابر المبارك بزيارة الى العراق الشهر المقبل” معربا عن أمله في أن “تؤدي هذه الزيارة إلى إغلاق كافة الملفات العالقة وإطلاق العلاقات الكويتية – العراقية الجديدة على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.
وأشار إلى أن الحكومة العراقية أعادت في شهر سبتمبر الماضي إصدار اعلان متعلق بالممتلكات الكويتية والمفقودين الكويتيين على موقع وزارة الخارجية وعلى العديد من الصحف اليومية العراقية داعية المواطنين العراقيين الى تقديم معلومات بشأن المفقودين الكويتيين والممتلكات والوثائق الخاصة بدولة الكويت.
وأضاف البياتي أنه علاوة على ذلك فقد وقعت الحكومة العراقية الشهر الماضي عقدا مع احدى الشركات الهندسية لاستكمال صيانة أعمدة الحدود بين البلدين وأعلنت موافقتها انشاء شركة نفط دولية مع الكويت لإدارة الحقول النفطية المشتركة.
وذكر أن مجلس الوزراء العراقي وافق قبل يومين على مشروع قانون لإنشاء لجنة مشتركة للتعاون بين الحكومتين.
قم بكتابة اول تعليق