خالد الجنفاوي: “التصويت” تعاوُنٌ على البرِّ وَالتَّقْوَى

“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”(المائدة 2 ).
أعتقد أن التصويت في الانتخابات البرلمانية يدل على رغبة الفرد الحر والمستقل والمواطن الكويتي الحق في التعاون على البر والتقوى مع أبناء وطنه لما فيه تحقيق مصالحهم المشتركة. فالبر هو العمل بما أمر الله عز وجل من حسن العمل والحرص على اجتناب ما نهى عنه. فإذا كان ديننا الحنيف يدعونا كمسلمين لأن نكون متكاتفين ومتعاضدين فيما بيننا, فالتصويت في الانتخابات البرلمانية يدل بشكل واضح على لزوم الجماعة والحرص الأكيد على الوحدة الوطنية. ومن هذا المنطلق, فالتعاون على البر والتقوى سيتمثل في يوم الاقتراع في مد يد العون للوطن وللمجتمع الوطني وإظهار لرغبة صادقة في التكاتف والتلاحم مع أعضاء المجتمع الآخرين فمن يعتبر صوته الانتخابي أمانة هو أيضاً من سيحرص كل الحرص على اختيار الأفضل من مرشحي مجلس الأمة لإيصال وجهه نظره الشخصية وللتعبير عن رغبته الصادقة في استكمال مسيرة التقدم في وطنه الكويتي الذي ينتمي إليه جسدا وقلباً وذهناً.
إضافة إلى ذلك, أعتقد أن المنطق والتفكير العقلاني والسلوك الإسلامي السوي توضح بجلاء تام أن “التصويت والمشاركة الايجابية هي بشكل أو بآخر تعاون على البر والتقوى” وتكريس فعلي لمواطنة كويتية صحيحة وهادفة تتوافق تماماً مع الأخلاقيات المثالية للإنسان المسلم, فمن يحرص على أن لا يفترق عن جماعته الوطنية كمجتمعه الذي ولد وتربى ونشأ فيه هو من لن يتردد في إيفاء واجباته ومسؤولياته الاجتماعية تجاه وطنه. ولذلك, فعندما يدلي الناخب بصوته فهو يسعى بصدق إلى تكريس تعاون أخوي بين أعضاء المجتمع ويسعى إلى تأليف قلوب أبناء وطنه ويساهم بشكل مباشر في صنع حاضر ومستقبل بلده.
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّه إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” (المائدة 8). وأعتقد أنه أقرب للتقوى حرص الإنسان المسلم على حماية بلده من الفتن والقلاقل. وحرصه كذلك على وحدة مجتمعه وتعاونه البناء مع مواطنيه الآخرين. فتقوى الله عز وجل في الوطن والحفاظ على سلمه المجتمعي وإحسان العمل من أجله بهدف ترقيته ورفع شأنه بين الأمم يتمثل دائماً في “المشاركة الإيجابية والبناءة” من أجل تكريس حاضر كويتي ناجح ومستقبل وطني واعد.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.