ربما كثيرون منا عندما نتوجه اليوم الى مراكز الانتخاب للادلاء بأصواتنا نكون قد استخرنا اسما واحدا من بين المترشحين لنمنحه اصواتنا، ربما يكون هذا الاسم صديقا او قريبا او من ابناء الطائفة او القبيلة او يكون قريبا مني فكريا وتوجها.. ولكن في كل ذلك نسينا ان كان هذا الاسم الذي سيحظى بثقتنا وندلي له بأصواتنا هل يتمتع بالكفاءة والنزاهة وحسن السير والسمعة، ومتوقد الفكر والثقافة والرؤية المنفتحة والطموح لمستقبل كويتي واعد..؟!!
في الخمسين سنة الماضية غالبا كان اختيارنا خطأ، كنا دائما نختار الاسم الخطأ، كان كثيرون منا يدلي بورقته في الصندوق معصب العينين، شارد الذهن، مغيباً عن الحقيقة ذلك ان الاهم من العائلة او القبيلة او الحزب هو الوطن، وبناء الوطن ومستقبل الوطن، كنا نتعامل بأنانية وتعصب مع الانتخابات وكأن الانتخابات تحصيل طائفي او فئوي او قبلي، ولعل توقف نمو البلد وكثرة الاخفاقات والازمات هي كوننا لم نوفق باختياراتنا، فكيف ماتكونوا يولى عليكم..!!
اليوم الخيار مختلف، ونرجو ان يكون الاختيار مختلفا، فالصوت الواحد يظل ذهبيا عزيزا، ليس من الحكمة التفريط به، لذلك فلابد ان يذهب صوتنا الى المرشح المستحق الذي اذا وصل الى سدة البرلمان مثلنا تمثيلا وطنيا صحيحا، فلا خسارة اذا كبدنا معاناة الذهاب الى المقر الانتخابي والقينا بورقة الانتخاب التي تحمل اسم مرشحنا في الصندوق الانتخابي.
ان انتخابات اليوم ليست ككل الانتخابات السابقة، فهي لاشك بانها بانتخابات تاريخية وغير مسبوقة في تاريخ البلاد، وعلينا ان نفهم اهمية هذا اليوم وتاليا اهمية هذه الانتخابات غير المسبوقة، هناك من يريد افساد هذه الانتخابات وهؤلاء لاشك قد خسروا الرهان وخسروا الارضية التي يقفون عليها، فليس بالغوغائية والفوضوية والفهلوة تبنى الامم او تعّمر الديار، وانما الاوطان لكي تبنى ولكي تقوي ولكي تسير في الطريق الصحيح، تحتاج من ابنائها التكاتف والتآزر والتعاون، فالسفينة التي تمخر عباب البحر اذا لم يكن بحارتها على قلب رجل واحد متعاونين متآزرين، كان مصيرها الغرق ومجارتها الهلاك، ولذلك علينا جميعا ان نعي اهمية هذه الانتخابات واهمية المرحلة الفارقة التي تمر بها الكويت.
الكويت امام مرحلة تاريخية وانتخابات اليوم نقلة في تاريخ الكويت. ولذلك فان الذين يشيعون المقاطعة لا يريدون نهضة الكويت ولا يريدون خروج الكويت من كبوتها وانما يريدونها ان تبقى على طمام المرحوم، لان في ذلك تبقى مصالحهم، وتبقى زعامتهم التي خدعوا بها طوال المدة الفائتة جماهيرهم وناخبيهم..!!
ان الذين صنعوا من انفسهم اصناما عليهم تحطيم هذه الاصنام، فالكويتيون مؤمنون بالإله الواحد الذي لا اله قبله ولا بعده، فلا اصنام ولا رموز وزعامات وهناك وطن كويتي واحد وشعب كويتي واحد تاريخ واحد يسجل لمن خدع هذا الشعب ولمن نصر هذا الشعب.. وغدا عندما تنتهي اللجان من فرز الاصوات سوف تنكشف الحقيقة، وسينكشف المتخاذلون من المبادرين، وان غدا لناظره قريب..
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق