ليس من باب التأنيب ولا التأليب ولا التأثيم، ولكنه وربي من باب إرضاء ضميري الإنساني والوطني الذي أحرص كل الحرص على أن أبقيه نقيا طاهرا غير آثم ولا مؤثم، إذ أكتب عمن ألبوا الكويتيين الأطهار الأشراف على مقاطعة انتخابات اليوم وصوروا الباطل حقا والنور ظلاما والضياء عتمة والورد شوكا، أولاء المؤلبون سيندمون ندم العضباء السارقة التي قطعت كفها السليمة، ولسوف ينامون على أشواك تأنيب الضمير، ويقعون تحت غائلة الهواجس والوساوس وكوابيس الظلم السوداء جراء ما جروا على بلادهم وأحرارها من مكائد الخصومة الفاجرة التي أضلتهم سبيلا فتنكبوا الكأداء الكؤود المسننة عظامها.
إنه يوم التوبة، فتطهروا واخفضوا للوطن عالي رؤوسكم الشامخة غرورا وزهوا طاووسيا لن يبني في الأرض مجدا ولن يترك عليها أثرا ويا أيها الكويتيون اليوم يوم مجدكم.. مجد وطنكم.. مجد تاريخكم المكتوب بعرق ودم وليل كتوم الأسرار..فلا تنقادوا لمن جعجع وصخب وضج في آذانكم سم الكلام، واحذروا من علا صوته وتدانت حجته، فمن زعق فهو يزعق بباطل، ومن عَقِل لا يصرخ ولا يزعق، فالبراهين لا تحتاج صوتا يروجها، والحق لا يتسول الأصوات الباغية.
حيكوا اليوم ثوب عرس عروسكم الكويت، نقوها وطهروها، وارسموا على وجهها زينتها الممسوحة، وجففوا مآقيها النازفة دمعا مجرّحا.
إن انتخابات اليوم هي الفيصل الذي يفصل بين الحق والباطل وهي الحسام الذي ندافع فيه عن كويت المستقبل، فمد أيها الكويتي الشريف يدك واحمل حسامك حتى لا تأثم وحتى لا ينغرز الشوك في جنبات ضميرك فتندم و«لات ساعة مندم» وحتى لا تتقلب على أسنة الندم فتذرف دموع الحسرات وتتأوه تأوه الثكلى الملتاع قلبها، وإن تأوهت الثكلى وناحت على ابن بطنها، فقدّر تأوه الثكلى بوطن خذلته ساعة النداء، تلك هي حالك إن أحجمت اليوم عن إيفاء وطنك حقه.
لا تسر في قوافل المزايدين والتابعين والمستلبين ومن ضاعت رؤاهم وتاهت خطاهم عن طريق الحق طريق الكويت.
الكويت الحق وصوتك اليوم هو الحق.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق